المصير بقلم الكاتب الصحفي /صفوت محمد

بقلم : صفوت محمد
                 المصير
    لم يغمض لى جفن .. اتابع بدقة كبيرة دقائق الامور .. التجهيزات يجب مراجعتها والتيقن بوجود كل ما نحتاجه .. لانه سيكون يوم مشهود .. سنيمم شطر جنة الله فى الارض .. فالكل اجمع على ذلك  .. حيث لن تر الا الجمال يحوط بك من كل جانب .. المياه اللازوردية اللامعة تتكسر موجاتها فى حب عند تلاقيها بالشطآن .. الطبيعة بكر لم تنل منها المدنية ولم تلوثها ايدى بشر .. اما السويعات التى سنعيشها هناك فتبدأ مع بزوغ اول ضوء من الشمس وتنتهى مع الغروب .
    كان هذا شعورى لحظة عرفت من مساعدى  محافظ جنوب سيناء الاسبق بقضاء اليوم فى هذه الجنة .. انها جزيرة " تيران " التى تقف فى مياه خليج شاخصة للمارة هادية لهم وحارسة .. ترشدهم وتحتضنهم بالدعوات بالوصول الى المرفأ الذى يبغون فى سلام وطمأنينة .. عند شاطئ المنتجع الفاخر وجدنا لانش متميز ينتظرنا .. بعدما دلفنا الى داخله بدأت شاشة العرض الداخلى تعرض فيلما تسجيليا عما سنراه .. مؤكدة انه يوم من ايام العمر المعدودة .. الطبيعة البكر تحتضن كل ما يحوطها .. الانشاءات صديقة البيئة .. الاشجار نتاج ارادة المولى دون تدخل يد .. اما الكائنات البحرية وتكوينات الشعاب المرجانية والكهوف المائية فلا يوجد مثيل لها فى العالم .. هبة من المولى عز وجل .. حبا بها هذه المنطقة الفريدة من العالم .. يشد اليها الرحال من اصقاع العالم وربوعه الآلاف كل سنه .. يحجون الى هذه الجنة راجين التمتع بسويعات من المتعة التى لا تقدر بثمن .. لذا رجوت جميع الرفاق نسيان الحياة المدنية والقاءها وراء ظهورهم لننغمس فى متع ذللها لنا الخالق .
    فور اقترابنا ارض الجزيرة استقبلتنا الوجوه السمراء الجميلة بابتسامة ترحاب .. ساعدونا على الهبوط لنطأ ارض الجنة .. هالنى الهدوء الذى يلف الارجاء .. كل ما فيها من نتاجها .. لا شئ من خارجها .. الاجمل سويعات الهبوط الى الاعماق لنحيا مع مخلوقات تمرح فى سعادة أبدية وتكوينات بديعة يصعب وصفها .. اما الشعاب المرجانية فمنا المضئ والمعتم ومتعدد الألوان وغيرها .
    طافت بذهنى هذه الايام الجميلة والساعات الرائعة التى عشتها فى هذه الجزيزة التى فوجئت انها ليست مصرية .. لكنى اؤكد وكما اتذكره من مرشدنا الذى طاف معنا فى ارجائها انها رويت بدماء الآلاف بأبناء مصر الابرار .. مازالت ارواحهم ترفرف علينا تحكى ملحمة صمود وتعزف انشودة خلود .. إنها قصة عطاء لا تقدر بثمن .. التساؤل الذى يطوف لدى كل ذى فكر .. لماذا لم نهئ لذلك ؟ .. اين مسئولى الفكر فى الاجهزة السيادية التى ترتب الامور وتدفع بالانسان للايمان بما يقول عن حب وقناعة .. لا عن قهر وامر واقع .
    ادعو اولى الامر الى الاهتمام برأى رجل الشارع البسيط الذى لا يتحمل اى اهانة او تفريط فى ذرة رمل واحدة من ترابه المقدس .. اننا على استعداد لنجوع ونزيد احكام ربط الحزام ولا تهان كرامة وطن عزنا من عزته وحياتنا تدور فى فلكه ووجوده .. ادعوهم ليروا المعدن الحقيقى لهذا الشعب اذا دعت الدواعى وتطلب الامر منه الفداء .. سيرون اسودا لا ترهب شيئا ولا تخاف نزال .. اشركوا رجل الشارع معكم فيما تقررون .. اجعلهم يشعرون انهم شركاء وليسوا قطيعا من البشر يساق بالقرارات وتنفذ عليه الاوامر وتطبق اللوائح دون اعتراض منه .. انها ليست هبه .. لكنها ضريبة المشاركة والعيش فى وطن واحد .. فكروا وجربوا ستجدوا الملايين المؤمنين بكل تحرك شارك فى رسمه وتخطيطه .. كما يجب ان ندرس التوقيت الملائم لكل قرار فلا يجوز الرقص وقت البكاء .. كما لا يجوز الغناء فى العزاء والنواح .. فلكل مقام مقال .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه