صِناعَةُ الأَيّام * للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
---------- صِناعَةُ الأَيّام ------- - للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز -- تَسوقُ بِنَا الأَيّامُ خَلْفَ الحَمائِرِ لِتَصْفَعَنا في كُلِّ يَومٍ بِحافِرِ فَإِنْ ظَهَرَتْ فينا سحابَةُ ماطِرٍ رَمَتْها سِراعاً ثُمَّ جاءَتْ بِفاجِرِ وقالَتْ لَكُمْ هذا فهذا صَنيعُكُمْ لكم فِيهِ أَوْلى مِنْ سَحابَةِ ماطِرِ وَإِنْ لاحَ بَرْقٌ مِن سُلالَةِ هاشِمٍ تَراها لِتُخْفيهِ بِعُتْمَةِ قادِرِ -- -- -- أُسائِلُها في كُلِّ يَومٍ عَلامَها رَمَتْنا فَلَمْ تَتْرُكْ لِرَمْيَةِ ثائِرِ فقالَتْ تَفَرّقْتُمْ وكنتمْ كَحُزْمَةٍ فَأَصْبَحْتُمْ الأَدْنَوْنَ عِنْدَ المنابِرِ فما دام هذا في الحياةِ صَنيعَكُمْ سَتَبْقونَ كَالأَخْشابِ عِنْدَ المَجامِرِ إذا قَلَّ فيها الجَمْرُ كُنْتُمْ جِمارَها تُلاقونَ ما لاقى مُجيرُ امِّ عامِرِ فَقُلْتُ فَإِنْ عُدْنَا وعادَتْ شُموسُنا وصِرْنا بُناةَ المَجْدِ في كَفِّ ماهِرِ وعادَتْ إلينا كَعْبَةُ العِلْمِ تَحْتَفي بها حَلَقاتُ الدَرْسِ مِثْلُ الأَساوِرِ يَدورُ عَلَيْهَا طالِبوها كَأَنَهُمْ زَنابيرَ نَحْلٍ في لِباسِ الأَكابِرِ يَعُبّونَ ما يُلْقَى عَلَيْهِ...