(((كُلَ شيءٍ مُؤقت))) فادي شاهين

اللوحة لصديقي العزيز
الفنان التشكيلي عبد الحليم كبيش
(((كُلَ شيءٍ مُؤقت)))
تضحكُ الشمسُ لأمرٍ ما
نُورُها يحيكُ رِداءً للسهولِ
وفي أولِ لحظةٍ من اشراقِها
تُرسِلُ الظِلالَ لموتها المُؤقت
وخديعةُالقِناعِ الثلجي
يُماطُ عن وجه ِالحياةِبِشكلٍ مُؤقت
أدرِكُ أن الحياةَ قائمةٌ بين َالنورِ والظلام
صراعٌ ابديٌ والضحيةُ نحن
نرقُصُ على خيطٍ مُهترءٍ فوقَ الهاوية
وحينَ ترمي الشمسُ أثقالها
وفي أوج ِقوتِها وعزيمتِها
يُعلِنُ نفيرٌ رحيلَها
يبدأُ زوالَها رويداً رويدا
بعدَ أن غرِقت في بحرِ أوهام خُلودِها
مُسجاةٌ على الأفقِ البعيدِ
تدخُلُ في نِزاعِ شُعاعِ نُورِها الاخيرِ
لِموتها المُحتمِ المؤقت
الغسقُ رماديٌ الآن
يتوشحُ بِالسوادِ يُحدِقُ بالسماءِ
مرعوبٌ مُتسمِرٌ فكُلُ شيءٍهباء
لا مفرَ من سيادةِ الليلِ
على أكتافهِ النُجومُ
والقمرُ تاجهُ يُعلِنُ ملكوتهُ
والكواكبُ خدمَهُ وجنودهُ
ستراهُ في ليالِ الصيفِ
عادِلاً كريماً مِعطاءً
يُرسِلُ انسامَهُ على موسيقى نورِ يراعاتٍ أضحكت عيونَ المُشتاقِ
وستراهُ في ليالي الشِتاءِ
(دِكتاتوراً) ظالِماً غاضِباً مُزمجِراً
تهُبُ عواصِفهُ الثلجيةِ
يُجمِدُ قلبَ الحياةِ
يفتكُِ بِكُلِ هائِمٍ بِغيرِ حسابٍ
يبعثُهُم لِرقدَتِهمَ الأخيرةِ
على أسرةِ موتٍ جليديةٍ
تبكيهم شموعٌ حزينةٌ
فينطفئُ النورُ الوجيعُ عبرَ المدافِن
و أنفاسُ الصنوبرِ مُهتاجةٌ
همهمةُ البشريةِ جلجلت في كُلِ مكانٍ
تُحدِقُ عيونٌ بغيضةٍ
تُطِلُ من شُباكِ كوابيسٍ
لإيمةٍ كريهةٍمقيتةٍ
غُدرانُ الفحمِ تنضَحُ من قلوبٍ فارِغةٍ
ورقصةُ الثلجِ الأسودِ خالدةٌ
نصيخُ بأسماعِنا لِزعيقِ الموتِ
ظُلُماتٍ فوق ظُلُماتٍ فوق ظلُمات
يشتدُ السوادُ يُدثِرُنا بعبائتِهِ
وفي ذُروةِ سيادتِهِ المُطلقةِ
واشتِدادِ حُلكتِهِ المقيتةِ
ينبجِسُ نورُ الفجرِ من جديدٍ
ويأخُذُ الصُبحُ شهقتهُ الذهبيةِ
لتعودَ الحياةُ وتُغرِدُ الحساسينُ
وتركُضُ الغِزلانُ في المروجِ
وتُزهِرُ ضحِكاتُ العذارى على الغُدرانِ
فتُعلِنُ الشمسُ سُلطانها من جديدٍ
لأنها ترفُضُ الموت تنشُدُ الحياة
.....................فادي شاهين....................
.................((((همس الروح))))...........
....



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه