قصة قصيرة بقلمى حنان أمين ( أحلام مستحيلة )

قصة قصيرة بقلمى حنان أمين ( أحلام مستحيلة )
فى إحدى القرى نشأت قصة حب بين شاب وفتاة من أهل القرية . كانوا يلتقيان سرا بعيد عن أهل القرية .
كانوا يلتقيان دائما عند السواقى . كانت تجلس الفتاة على الساقية و الشاب يدير الساقية وتعلو ضحكاتهم وكلهم فرحة ويتأملون إلى الغد بقلوب يملأها الحب والأشواق أن يجمعهم بيت صغير. تعم عليه السعادة ويرزقهم الله بأبناء يحسنوا تعليمهم ويزرعون بداخل قلوبهم الحب للجميع.
وفى يوم من الأيام أتى الحبيبان ليلتقيان سويا . حضر الشاب وكله شوق ولهفة ودقات قلب مسرعة وحنين لرؤية حبيبة والجلوس معها على الساقية والحشائش . وظل يتخيل لحظة اللقاء وعناقها ليطفئ لهفة الأشواق والأنتظار. ظل ينتظر ساعات دون جدوى . لم تأتى حبيبة لتلتقى به كما تعودا منذ أن نشأ الحب بينهم.
عاد الشاب إلى منزلة وكلة حيرة وأخذ يسأل نفسه عن سبب عدم حضور حبيبتة وهى التى تأتي دائما فى موعدها وتأتي أحيانا قبل الموعد ولا تخلف فى يوم الحضور لكى تلقاة. وظل يذهب كل يوم وينتظرها لكنها لم تأتي لتلقاة لعده أيام.
ظل الشاب أيام وهو كل يوم يذهب بجوار بيتها لكى يراها أو حتى يعرف سبب تغيبها عنه طوال هذه الفترة لكنة لم يعرف السبب . كان دائما يجد الأمور مستقرة لا شئ جديد يلفت الأنظار . والدها يذهب إلى زراعة أرضة فى الصباح وفى المساء يذهب إلى المقهى مع أصدقائة ووالدتها تذهب للتسوق وأخوتها الصغار يلعبون أمام منزلهم مع أصدقائهم . وكلما شاهد ذلك أصابتة الدهشة والحيرة أكثر وأكثر.
وفى مساء يوم بعد عودتة إلى المنزل بعد أنتظار حبيبتة التى لم تأتى لمقابلتة .سمع صوت فى الخارج فخرج إلى الشرفة ووجد شخص يمسك بيده ميكروفون ويركب سيارة يجوب بها جميع أنحاء القرية يدعو للذهاب إلى بيت حبيبتة لحضور خطبتها على شاب من عائلتها.
سمع الشاب هذا الكلام لم يتمالك نفسة وهم مسرعا إلى منزل حبيبتة وأخذ ينظر من بعيد فى أنتظار أن تظهر ويكلمها .
لكنها لم تظهر ولم يراها . وأثناء وقوفة سمع الزغاريد والتهانى من أهالى القرية والجميع يذهب إلى بيت حبيبتة للتهانى .
وأثناء وقوفة يراقب المنزل حضر صاحب الفراشة ليعلق الزينات والأنوار والشاب ما زال يجوب حول البيت على أمل أن يرى حبيبتة ويتكلم معها ويعرف ما حدث وكيف وافقت على هذا الزواج. وكيف لها أن تنسى حبهم منذ الصغر الذى كبر معهم يوما بعد يوم. لكن دائما إنتظارة يأتى بدون جدوى .
تمت الخطوبة وتم تحديد الزفاف بعد ثلاثة شهور . وكان الشاب كل يوم يذهب إلى مكانهم عند السواقى ينتظر حضور حبيبتة فى أى يوم .
فى يوم وهو ينتظر وظل يتخيل مقابلاتهم وكلامهم وضحكاتهم وجدها أمامة بعيون كلها دموع وشجن ووجهها شاحب ليس كما تعود أن يراها.
نهض مسرعا من مكانة وأمسك بها وقال لها كدت أموت عندما تخيلت أنى لا أراكِ مرة أخرى . وجلست بجوارة وقال لها ماذا حدث وكيف حدث .
ردت بصوت خافت وهى منهاره بالبكاء قائلة بعد لقائنا أخرة مرة وعند عودتي إلى البيت ناداتني والدتي وقالت لى مبروك لقد تم خطبتك لشاب قريب لنا يقيم فى القاهرة . عند سماعى هذا الكلام تدفق الحزن والهم إلى قلبى وقلت لها لا أريد الزواج من شاب لا أعرفة ولم أراه . أريد أن أتزوج من إنسان أحبه ويحبنى .
قالت لى أنتي رأيتة كثيرا عندما كنتوا صغارا . كنتوا تلعبون كثيرا مع بعض وتتشاجرون باستمرار وضحكت . ثم قالت الحب دائما يأتى بعد الزواج مع العشرة والمعاملة الحسنة أنظرى لي ولوالدك لم نكن نعرف بعض قبل الزواج وبعد الزواج أحببنا بعض . لا تقولى مثل بنات المدن .
وطلبوا منى عدم الخروج حتى لا يراني العريس قبل موعد الخطوبة لانه حضر من القاهرة ويسكنون فى بيت عمه بالقرب من بيتنا.
وبقيت حبيسة فى المنزل طول هذة المدة . واليوم فقط فى الصباح سافر الشاب مع والدة إلى القاهرة حتى يحين موعد الزفاف . فاسرعت بالخروج من البيت وكنت أدعو الله أن أجدك فى المكان المفضل الذى كنا نلتقى فيه دائما .
وظلت الفتاة تنظر إلى حبيبها وتبكى كثيرا وقالت له حبيبى لا أريد الزواج بغيرك .
أنت بالنسبة لى نبضي وقلبي ودقاتة . أرى الكون بعينيك ولا أرى سواك أمامى . أريدك معي أينما أكون . أريد أن أحيا وأموت بين يديك و أحضانك ويكون وجهك أخر ما أرى حتى تغمض عيناي على رؤيتك .
عانقها الشاب ورد قائلا حبيبتي لا أستطيع العيش بدونك . كيف لى أن أحيا بدون وجودك فى حياتى . بدونك عقلي تائهة . أبحث عنكي بين الجميع وتظل عيناي حائرة حتى تلتقي بكي. لا يوجد غيرك يطفئ أشواقى ولهيب أشتياقى ولا أسعد بقرب أحد غيرك يا منيتي . أعشق كل شئ فيكي .قلبي لا يدق لسواكي . عيناي لا ترى غيرك .
سمعت الفتاة هذا الكلام وأرتمت فى أحضان حبيبها وهى تبكي أكثر وأكثر وقالت له إذا تزوجت غيرك سوف أقتل نفسي .
الموت عندى أهون من أن يلمسنى أحد غيرك . لا أستطيع أن يأخدني غيرك فى أحضانة وتختلط أنفاسي بأنفاسه أنت حبيب عمري. أنت ملكتني وملكت فؤادي .
أحتضنها الشاب وضمها إلى صدرة بقوة وهو يذرف الدموع من عينية . ويمسك يدىها بشدة وقالت له الفتاة ضمني إليك أكثر أريد أن أسمع دقات قلبك .وخيم الصمت عليهم فترة قصيرة .
بعدها تكلم الشاب كثيرا لكن الفتاة لم تجيب بعدها . وظل يتكلم ويقول لها أجيبيني أريد أن تشبع أذناي من نغم صوتك وأنتى تناديني حبيبي . قولي أى شئ .
لكنها لم تجب قال لها الشاب أنتى صامتة حتى تسمعي صوتى أكثر وضحك وقال لها أطمنى لا يتزوجك غيرى .
سوف أكلم والدى بعد عودتى إلى المنزل ليذهب لمقابلة والدك ويطلب يدك للزواج منى ويقنعة بأننا نناسب بعض أكثر وسوف أفعل المستحيل لكى أفوز بك .
حبيبتى لا تقلقى سوف يجمعنا بيت واحد قريبا جدا . وسوف نعيش السعادة التى حلمنا بها
وقال لها الوقت تأخر يجب عليكى الرجوع إلى المنزل . لكنها ظلت صامتة وهو يأخذها فى أحضانة ولاحظ أنها لا تتنفس . ونادى عليها مرات لم تجيب فأخد يهزها حبيبتى لكنها لم تجب . . إنصدم الشاب وقام بهزها مرات عديدة لكن دون جدوى لقد فارقت حبيبتة الحياة وهى بين أحضانة كما تمنت .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه