: ((السلطان سيف الدين قطز) - يوميات باحث بقلم محمد جمال

#‏يوميات‬ باحث
اهلا وسهلا بكل المتابعين وتحية خاصة للمشاهدين والمتابعين الجدد
واتمنى ان تكونوا بخير اليوم ستكون جولتنا الرابعة داخل كتاب :: ((السلطان سيف الدين قطز)) للكاتب العظيم الاستاذ منصور عبد الحكيم ومن فاتته اي جولات سابقة يمكنه ان يتابعها من على صفحتي الشخصية وحتى لا اطيل عليكم دعونا نبدء جولتنا ......
وكانت تعاليم الاسلام تقضي بان من استرق في الحرب صار جزء من الغنائم مثل الالات الحربية والخيل والنقود من حيث التملك والبيع والشراء فان امتلاك الرقيق لم يقتصر على الخلفاء والولاه والمحاربين بل صار في ايدي من يتطيعون عن طريق الشراء والثروة لذا انتشرت تجارة الرقيق في الدولة الاسلامية كما انتشرت في غيرها من الدول وتنوع الارقاء فمنهم السود والبيض اوالمماليك الذين اصبحوا ارستقراطية العبيد نظرا لعراقة جنسهم وتميز لونهم الابيض ..
ولهذا كان الاتراك والصقالبة اشهر الرقيق الابيض في المجتمع الاسلامي غير انه يبدو ان الصقالبة كانوا موضع التفضيل بدليل قول صاحب كتاب يتيمة الدهر ((ويستخدم التركي عند غيبة الصقلبي ))
غير ان الارقاء من الاتراك اقدم عهدا بالدولة الاسلامية من الصقالبة اذ وصل المسلمون بلاد تركستان وماوراء نهر سيحون وجيحون وفتحوها على يد قتيبة بن مسلم اواخر القرن الهجري الاول اي القرن السابع الميلادي وعند اذ صار للرقيق التركي مكانة متميزة في البيوت الاسلامية لوفائهم وشجاعتهم وتمام قاماتهم وحسن صورهم وظرافة شمائلهم وكثر استخدامهم غلمانا وخدما قبل ان يعرف المسلمون شيئا عن الصقالبة ووبلادهم ..
وجاء اغلب اولئك الارقاء عن طريق الاسر في الحروب او عن طريق اختطافهم اطفالا من بلادهم ...
وكان الغلمان من المماليك في تلك العصور قد دأب الحكام والقادة على ارسالهم هدايا الى الخليفة او الوزير حتى انقطاع ذلك النوع من الهدايا علامة من علامات الثورة في الاقاليم التركية ولذلك صارت اقاليم ماوراء النهر مصدرا هاما للرقيق الذي اضحت تجارته اعظم مهنة.....
وصارت مدينة وخان في اعالي نهر جيحون مركزا لقوافل الرقيق من الترك الاتية من اوساط اسيا .....
وكان اهل خوارزم يجلبون الاتراك او يسرقونهم من رعاه السهب ( الاستبس) ويربونهم تربية اسلاممية ثم يصدرونهم الى جميع انحاء العالم الاسلامي وهكذا اتخذ اهلها اذا صناعة لهم يعيشون منها ...
وكذلك كانت من قند وسمر ونيسابور ومرو حيث بلغ ثمن الغلام او الجارية من الترك ثلاثة الاف دينار ....
وعلى بحر قزوين غدت ميناء باب الابواب او الدربند عاصمة أذربيجان مركزا هاما لتجارة الرقيق الوارد من الاراضي الشمالية وطرق القوافل التي حملت اسراب ذلك الرقيق سواء من اسيا الوسطى او تلك الاراضي الشمالية هي الطرق التجارية المعروفة في العصور الوسطى...
أما الرقيق من الصقابلة فطريقة الرئيسي الى العالم الاسلامي هو الطريق الذي يبدء ممن شرق المانيا الى ايطاليا وفرنسا ومنها الى اسبانيا الاسلامية والمقصود بالصقالبة هم سكان البلاد المختلفة
من بلغاريا العظمى التي امتدت ارضها من بحر قزوين الى البحر
الادرياتي .....
واليهود مثل غيرهم من الشعوب قد عملوا بتلك التجارة التي يجرع اليها استقرار جاليات يهودية كبيرة في مدينة مجدبورج بسكسونيا
الشرقية وقد عادت تلك التجارة اليهودية على اليهود بارباح طائلة بدليل الضرائب الكبيرة التي فرضتها كوبلنتز وفالنشتات على كل راس من الرقيق المار بها.....
واكنت مدينة براغ في القرن العاشر الميلادي سوقا للرقيق المباع للبلاد الاسلامية والبيزنطية عن طريق بلاد شرق اوروبا ويلاحظ ان الرقيق الاوروبي لم يجلب كله للشرق الاوسط فحسب بل ذهب التجار اليهود من جنوب فرنسا بجزء منه الى الهند عن طريق مصر والبحر الاحمر على حين ذهب اخرون من اولئك التجار من جنوب اسبانيا الى الى سبتة ومنها الى مصر عبر بلاد المغرب ثم الى الشام والعراق ...
ومن اشهر المماليك الذين حققوا انجازات دلت على ان المماليك كانوا اهل سياسة وحرب حتى قبل تكوين دولتهم في مصر (أحمد بن طولون) مؤسس الدولة الطولونية بمصر فقد كان طولون مملوكا تركيا ممن ارسلهم حاكم بخاري نوح بن أسد الساماني في جملة من الرقيق والهدايا للخليفة المأمون وهو بمرو سنة 200 ه - 815 م ...
هنا انتهت جولتناالرابعة من كتاب (السلطان سيف الدين قطز) للكاتب العظيم الاستاذ منصور عبد الحكيم واتمنى ان تكونوا قد استمتعم ومن فاتته اي جولات سابقة يمكنه ان يتابعها من على صفحتي الشخصية والى اللقاء مع جولة اخرى ان شاء الله....
يوميات باحث
بقلم
محمد جمال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه