عِشق من نوع آخر - صالحة بورخيص/تونس

عِشق من نوع آخر
----------------
ايه يا أمّي كم أنتِ ملهمة، كم هو حبّك منصهر في دمي، نور به أستمدُّ قوّتي، يا من غبتِ عن عيوني وتركتِني وشِياهي بدون حارس في عالم الذّئاب البشريّة.. أذكر جيّدا كيف كنت في كلّ مرّة أزوركِ فيها تقرّبِينَني من صدركِ وتضُمِّينَني إليكِ قائلة: أتودّين يا بنيّتي أن ترضعي؟ 
وأحسّ بالخجل فلمسة الحنان هذه لا تنطبق إلّا على الصّغار الرضّع وقد أصبحتُ أمّا بدوري لكنّ حبّك الشديد لي لم يفرّق بين طفولتي وكهولتي بل حافظ على مراحل العمر المتعدّدة في حياتي.. 
كنتِ الهواء الذي أتنفّس...
كنتِ الحياة التي تُلْهِمني الأمل في العيش من جديد.. 
كلّما قستْ طبيعتي سقيْتِها بمطر حنانك فتصبحُ حسْناء بوشاح أحمر وأخضر وأصفر... كلّ ألوان الطّيْف زرعتِها في حديقة قلبي..
دائما يا أمّي يتعثّر التعبير في فكري ويصعب عليه البوْح في كلّ كتابة أكتبها... 
وحْدَها الحُروف تنْسَابُ مثل الماء الرّقراق في الجداول كلّما أردتُ خربشة بعض الكلمات لأجلكِ.. ولأجلكِ فقط وهبتُ قلبي وروحي.. 
ما الحبّ وما الوجدان وما الأشواق والغرام ؟؟ 
هل بقي شيء آخر من المعاني لم أذكر.. بل أحسّ بأنّي لم أذكر شيئا .. فأنتِ عشق من نوع آخر وأنتِ بلسم لجروحي النّازفة..
يا أجمل امرأة على البسيطة.. 
يا أروع ويا أفضل ويا أحلي أميرة ويا... 
أيّ صفة أخرى أذكركِ بها.. 
وهل أنت يا "اميْمتي "في حاجة إلى كل هذا؟؟؟
تتتالى الكلمات دون قيْد يكبِّلها وإنّي أتساءل أين تهربُ عندما أحتاجها لكتابة ما... 
في عيدكِ نتقاسم المشاعر وتشارِكُني أناملكِ حروفي لذلك بدتْ جميلة مثل محيّاكِ الجميل... 
بدتْ رقيقة مثل هبّات النّسيم الباردة تنْعِش النّفوس في يوم حرّ..
سيمفونيّة أنتِ.. 
قطعة موسيقى حالمة..
يا فجرا ينبثق منه نور الصّباح فتتفتّح الورود..
يا أحلى النّاس أين منّي صدرا يتّسِع لهمومي؟ 
ما أكثرها يا أمّي... 
هل كنتُ يوما راضية بوجودي على هذا الكوكب؟
تُراني ولِدتُ في زمن غير زماني؟
يا أحسن وأشرف إنسان فوق الأرض وتحت الأرض... 
يا شعاعا علويّا ينير دربي.. 
في رضاكِ أذوب كما الثّلج عندما تلعب به خيوط الشّمس فينسكِب بروْعة يسْلُب العقول ويطير بها نحو السّماء... 
وإنّني أحبّكِ وفي حبّكِ أفنى..
يا أيتها الأعجوبة الثامنة نامي بسلام فساحة البرزخ تستضيف الجميع...
يرحمك الله..
صالحة بورخيص/تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه