((( ست الملك ))))) ___حكاية سلطانة ... محمد جمال الحلقة4
((( ست الملك )))))
___حكاية سلطانة
للكاتب والباحث الرائع محمد سمير
الحلقة4
_هناك في صحراء المغرب العربي وفي بلاد السحر والحب حيث نشأة تلك الدولة الفتية "الدولة الفاطمية " كان "المعز لدين الله الفاطمي" على رأس تلك الدولة يجهز الجيوش والقادة العظام لتساعدة في فتح البلدان دولة تلو الاخرى ليقوض بها الخلافة العباسية التي كانت الوهن والعجز قد دب في اوصالها ومن بين امراء البيت الفاطمي كان هناك شاب وسيم نجيب سهل الطباع حسن الخلق جميل المنظر وهو ابن امير المؤمنين انه "العزيز بالله" وقد كان قائدا ارعا وشاعرا واديبا وفارسا مغوارا انعقدت عليه الخناصر فهو ولي العهد وزهرة البيت الفاطمي ......
خرج ذات يوم في رحلة صيد الى البرية في صحراء المغرب العربي وبينما هو في غمار الصيد أبصر غزالة برية تملك من الحسن ما لا صبر عليه فعمد الامير الشاب على مطاردتها ومحاولة الوصول اليها ولكن الغزالة شردت بعيدا حتى غاب عن انظار القوم ودفعت به في صحراء جدباء قاحلة حتى انه يأس ان يدركها فقرر العودة الى رفاقه ولكنه قد ضل الطريق فلم يعد يعرف كيف يصل الى اخواته فقد اندفع بين متاهات الجبل ومدقات الصحراء ولم يعد على علم بطريق العودة الى اصحابه ولا يجد من يستغيث به
او يدلع على الطريق الى دياره او جماعته وظل يحاول السير يمنه ويسرة ولكن دون جدوى حتى سقط الفرس منه جائعا عطشا وبدأ يبصر الهلاك حوله من كل مكان فالموت يتوشح له قبة السماء فحيثما يولي وجهه يبصر الموت حوله لا سبيل الى نجاة او الى حياة في هذا الوقت واكن اصحابه قد بلغوا من السعي خلفه مبلغا مضنيا فكيف لهم ان يرجعوا الى امير المؤمنين وقد فقدوا ولده في صحراء قاحلة جدباء كهذه؟
فاخذو يبحثون عنه في كل مكان واما الامير الشاب فكانت قد خارت قواه وانعدمت عافيته وصار الى الهلاك اقرب فطرح سيفه ورمحه وجلس ينتظر الموت الذي يقبل عليه في كل لحظة بضراوة اشد من ذي قبل ثم ما لبث ان احرقته رمال الصحراء وحر الشمس ولفح الريح فسقط الامير مغشيا عليه فما لبث ان شعر ببعض قطرات ماء على لسانه وشفتيه فلهث يبتلع ذلك الماء فقد كاد العطش ان يتله فاذا ه مضطجعا في بيت وسط الجبل تحده السخور من كل مكان وقد وجد رأسه مسندة الى أرجل امرأة مغطاة الرأس ترتدي ثوب الرهبان قد أسندته الى صدرها وبدأت تصب الماء في فمه قطرة قطرة حتى استفاق فأخذ منها الماء محاولا ان يشرب كل الماء دفعة واحدة ولكنها نهته عن ذلك قائلة :
"على رسلك ياسيدي لواندفع الماء داخل فمك الان فقد يقتلك "
فشرب قدرا من الماء ثم دفع به اليها وهو لا يكاد يبصرها على الحقيقة حتى بدأت العافية تدب في بدنه والحياة تسري في جسده ولكنه لا يقوى على الحركة بيد انه مكث في هذه الصحراء اياما كثيرة فاقدا الوعي فأقبلت اليه المرأة في هدوء وسكينة حامله معها طعاما شهيا وماء مثلجا فأعانته وأسندت رأسه اليها في رفق شديد وحنو بالغ وبدأت تضع الطعام في فمه ثم تجرعه جرعات ماء خفيفة قصار الدم يسري في اوردته فأخذ يأكل ويشرب حتى دبت الحياة في اوصاله واستطاع ان يفتح عينيه ليجد نفسه امام ملاك في صورة البشر امرأة من اجممل ما خلق الله من النساء فتوجه بالسؤال لها متلفتا في كل ارجاء المكان " اين انا؟ وكيف جئت الى هنا؟ ثم من انت ؟ " ولم يكن "العزيز بالله" قد فطن الى انه قد تبدل ثوبه تماما ليجد نفسه في قميص ايض يغطي جسده وقد خلعت عنه كامل ثيابه ......
نظر اليها وقد زاد العجب فيه " من انت ؟ واين انا ؟ "
فقالت في صوت جمميل خاضع " انت في دير أرسانيوس وانا ريما احدى خادمات هذا الدير ولي اخوان أرسانيوس وقد سماه ابي على اسم القديس الذي سمي الدير باسمه واخي الاخر أريسطيس وقد ذهب كلاهما يستعذبان لنا الماء من بئر قريب ويرعيان غنم الدير وقدوجدك اخي ارسانيوس في صحراء قاحلة اثناء رعيه للغنم فحملك على ناقته واخذك الى الدير لعل الحياة ترجع اليك وكان جل ما يخشاه الا تكون قد فارقت الحياة لقلة الماء والطعام ولفح الشمس لك "....
نظر اليها "العزيز" وقد اعتدل جالسا وفي تعجب سألها : " وهل تقومين بخدمة الدير كاملا وحدك ؟ "
أجابت وقد هزت رأسها في رقة بالغة : " أجل "
فعالجها "العزيز بالله " قائلا : " وكيف تقضين زهرة عمرك في هذا المكان القاحل الموحش ؟"
اجابته في حزمم بدا غريبا عليها : " ارى انك متعب والكلام يزيد من ارهاقك وتعبك فلتسترح قليلا "
مشيحه وجهها عنه انصرفت بينما هو يسأل نفسه : " كيف لوردة برية كهذه ان تنبت في صحراء جدباء كتلك ؟ "
وقد تتبعها بنظرة متمعنة فجمال وجهها كان قد اخذ قلبه وعقله ولكن ثيابها لا تبدي له شيئا منها ارجه راسه الى الخلف متالما بيد ان الصحراء قد احرقت اجزاء من جسده فاخذ يتألم قللا حتى سمع صوت ارسانيوس مقبلا من بعيد يدفع غنمه امامه وهو ينادي على احته التي خرجت اليه فاحتضنها ثم اعانته على ادخال الغنم الى مرضها ثم توجه اليها سائلا : " كيف حال ذلكط الرجل المسكين ؟ "
اجابته بهدوس : " استفاق بمشيئة الرب وقد اطعمته وسقيته وهو الان في سريره يتألم من اماكن احتراق جسده من شمس الصحراء اللافحة "....
وهنا تنتي الحلقة 4 من رواية ( ست الكل ) للكاتب محمد سمير ونلتقي ان شاء الله في الحلقة القادمة ولنجعل دائما نصب أعيننا شعار ( فلنقرأ كلنا معا ) ومن فاتته اي حلقات سيجدها على صفحتي الشخصية وشكرا لكم .......
تعليقات
إرسال تعليق