ثقاقة الحب - نهاد الحديثي
ثقاقة الحب
منذ خلق الأنسان وهنالك عاطفة بشرية فطرية تسمى الحب , وهذه العاطفة بالتحديد , لها العديد من الوجوه , فوجه لحب العائلة , ووجه لحب الاصدقاء , ووجه لحب الناس , ووجه لحب الأوطان .....الخ , وجميع هذه الوجوه بينها شيئ واحد مشترك وهو الكلمة المكونة من حرفين , لكن لكل من تلك الوجوه معنى يختلف كلياً عن معنى الوجه الأخر , فالحب الذي نشعر به تجاه الأسرة لا يشبه شعورنا بحب الأصدقاء او حب الاوطان ,
وهنالك عوامل تؤثر في هذه الوجوه منها ما هو عامل نفسي ومنها العوامل المادية المكتسبة من المحيط الذي نعيش فيه, ولا اعتقد أنني سأختلف مع أغلبكم في تلك الوجوه المذكورة أعلاه , لكن قد يكمن الخلاف في معنى الحب بين الذكر والأنثى لا احد يستطيع أن يجد معناً معمماً وواحداً للحب , لكن الحب بالمفهوم الشمولي , هو ذاك الشعور الذي يخترق الانسان , فيصيبه بمقتل فيصبح كالمدمن الذي لا يستغني عن اعراضه وتأثيراته الجانبية ,
والجميع في هذا العالم حين يود أن يعبر عن حبه , لا بد له أن يقترن بشعاراً واحداً لهذا الحب وهو القلب , وشكل القلب , فمن يحب يرسم قلباً كاملاً , ومن تعثر في هذا الحب يرسم قلباً شطر الى نصفين , ومن يعاني مشاكل عاطفية يرسم قلباً بلون أصفر , فهل هذا يعني أن المكان الوحيد للحب هو القلب؟ بالنسبة لي أقول لا والف لا , فإن أضعف أنواع الحب هو حب القلب , لأن القلب متقلب , تارة يعشق وتارة أخرى يكره ,وكلا الشعوريين شعور صادق , فحين نشعر بحب تجاه شخص أخر في لحظة ما ,فهذا شعور صادق , ولكن قد نشعر في اليوم التالي بالكره تجاه نفس الشخص , وهذا ايضاً شعور صادق , إذا طالما القلب يستطيع أن يعشق ويستطيع أن يكره في نفس الوقت ونفس الشخص , فهذا يعني أن القلب هذا جزءاً متقلباً ,يتأثر بالمعطيات المحيطية التي تؤثر فيه سلباً او ايجاباً.
لكن هنالك حباً أخر قد لا يتأثر كثيراً بالعواطف وتقلبات الطقس , وهو حب العقل , اي بمعنى أن يكون هذا الحب نابع عن تفكير عميق وبعيداً عن مؤثرات الغزل وغيرها من العوامل التي تضر بحقيقة مشاعرنا , وهذا الحب العقلي هو الحب الذي قد يدوم أكثر من حب القلب. لأنه لا يعتمد اعتماداً مباشراً على المؤثرات المحيطة بنا , وإنما يعتمد على تحليل تلك المؤثرات وتصنيفها , ولا يأخذها بدون بحث وتدقيق , فيصبح هذا الحب حباً مغربلاً , نتج عن تفكير وعن قناعة.هنالك حباً أخر أكثر روعة من كلا النوعيين , وهو حب الروح , وهذا الحب بالتحديد لا يكترث الى المظاهر , والمغريات الدنيوية , وأنما يتوجه دائماً الى روح الانسان مباشرة , وهذا الحب قد يقع ما بين أجمل الجميلات وما بين أقبح القبيحين , وهذا الحب سادتي هو الحب الذي يخلوا من أية مصلحة مادية .لو أخذنا شريحة من شرائح مجتمعاتنا الارضية بغض النظر عن القارة التي تنتمي لها هذه الشريحة , وركزنا على شرائح انتهت علاقة الحب بينهم بالزواج , وهو الهدف الاسمى لذاك الحب ,ودرسنا تلك الشرائح دراسة عميقة , وكم من هذه العلاقات بائت بالفشل وكم منها نجح واستمر , ولو أخذنا الشريحة التي انتهت بالفشل ودققنا بعمق وبشفافية بأسباب هذا الفشل سنجد أن الجنس من أهم العوامل التي ادت الى فشل تلك العلاقة
تعليقات
إرسال تعليق