من كتاب / عظماء الدنيا وعظماء الآخره .* أحمد كمال
لا أظننى وحدى الذى عشت تلك اللحظات وباشرت ذلك الشعور
ذلك الإحساس المؤنس قد عاشه كل منا حينما بلغ شاطىء البحر وألقى بكل همومه خلفه وطرح الدنيا وراءه والقى بنظرة شوق عانقت المياه اللازوردية وغرقت فى لا نهائية الأفق وإستسلمت لتلك المعية المبهمة وذلك الحضور الغيبى ذلك العناق الجميل مع المطلق فأنا وحدى ولست وحدى ..
ذلك الإحساس المؤنس قد عاشه كل منا حينما بلغ شاطىء البحر وألقى بكل همومه خلفه وطرح الدنيا وراءه والقى بنظرة شوق عانقت المياه اللازوردية وغرقت فى لا نهائية الأفق وإستسلمت لتلك المعية المبهمة وذلك الحضور الغيبى ذلك العناق الجميل مع المطلق فأنا وحدى ولست وحدى ..
فمن وراء الزرقة اللازوردية ومن خلف همهمة الموج ومن وراء هذا الإطار البديع واللوحة المرسومة بإعجاز هناك يد الخالق المبدعة لكل هذا .. هناك ذات الرسام إنشقت عنها الحجب واستشفها الوجدان وإستشرفتها البصيرة
فكأنما يدور الخطاب بين ذات الرب وذات العبد .. وكأنما يقول لى ربى:ليس بينى وبينك بين .. ليس بينى وبينك أنت ..هذا أنا وإينما توليت فليس ثمة إلا وجهى
كل شىء لى فكيف تنازعنى مالى كل شىء لى وأنا لا شريك لى حتى “الأنا” لى وأنت تدعيها لنفسك .. وهى لك نفحة متى اعطيها متى أشاء وأستردها متى أشاء
كل شىء لى فكيف تنازعنى مالى كل شىء لى وأنا لا شريك لى حتى “الأنا” لى وأنت تدعيها لنفسك .. وهى لك نفحة متى اعطيها متى أشاء وأستردها متى أشاء
هى لحظة فريدة من لحظات التجرد الكامل يشعر بها أصحاب القلوب فى مجابهة الجمال ..
لحظة من لحظات التبرى والتخلى عن كل الدعاوى والمآرب والأوطار .. والخضوع لصولة الجمال والجلال
لحظة إستنارة وإدراك وتوبة وتنازل وإعادة الحق لصاحبة إرتفع الحجاب .. وما كان حجابى سوى نفسى .. سوى “الانا” المعاندة داخلى .. فما عادت فى داخلى أنانية ولا منازعة ولا إدعاء لحق .. فقد أعدت كل الحق لصاحبه .. لله وحده ..
فالله وحده هو الحقيق بأن يقول ” أنا الذى هو أنا ” إنما أقولها انا على وجه الاستعارة
“فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ”
(17-الانفال)”
وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ”
(17-الأنفال)
(17-الانفال)”
وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ”
(17-الأنفال)
فهذا هو الله يفعل على الدوام .. وهو الفعال لكل شىء
وحينما يبدو أن الطبيب هو الذى يشفى والطعام هو الذى يشبع والماء هو الذى يروى والسم هو الذى يقتل .. فإنما هى الأسباب تفعل فى الظاهر .. والله من وراء الأسباب يفعل فى الحقيقة ..
من كتاب / عظماء الدنيا وعظماء الآخره .

تعليقات
إرسال تعليق