وصايا مهمة بعد رمضان - د / .رفعت برهام
وصايا مهمة بعد رمضان
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد …
لاشك أن كل مسلم قد استشعر حلاوة الطاعة في رمضان ، وما من أحد إلا وصام وقام وقرأ القرآن الكريم ، وتصدق وفعل ما يمكن له فعله من أفعال الخير ، فعلينا جميعا أن نداوم على الطاعة بعد رمضان ، وعلينا أن نعلم جميعا أن علامة قبول الطاعة أن يتبعها العبد بطاعة أخرى ، فلذلك علينا :
١- أن نطلب العون والمدد من الله تعالى على الثبات ، والهداية والتوفيق ، ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .آل عمران : ٨.
٢- على المسلم أن يعلم أن رب رمضان هو رب سائر العام ، وعليه أن يستعد للقاء الله باغتنام كل لحظة فى طاعة الله عز وجل ، وان يداوم على الطاعة ، ويستن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه ربه بقوله : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
٣- نحذر أن نكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فلقد رأينا المساجد في رمضان معطرة بأنفاس الصائمين ، مزدحمة بصفوف المصلين ، كذلك تنافس أهل البر والخير في فعل الطاعات وإخراج الصدقات ، وغير ذلك من الأعمال الصالحة ، لكننا وبكل أسف ربما نرى خلاف ذلك مع أول يوم من أيام شوال .فلنحذر من نقض العهد مع الله والفتور بعد رمضان ، ولنعلم أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ، فعن عاشة رضي الله عنها أن البي صلى الله عليه وسلم قال : (……..وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل )جزء من حديث رواه البخاري.
والمسلم الصادق التقي يكون اهتمامه بقبول العمل أشد من اهتمامه بالعمل ، فهو بعد العمل تجده خائفا من عدم القبول ، فالله تعالى يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) المائدة : ٧٧
٤- نحذر الشياطين بعد رمضان، فأنه يطلق سراحهم وتفك قيودهم .
٥- نكثر من مجالسة الصالحين وحضور دروس العلم .
٦- نحرص على صيام النوافل خاصة صيام ست من شوال ففيها فوائد كثيرة منها :
– تحصيل ثواب صيام الدهر كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر )
وذلك لأن الله تعالى يجزي عن الحسنة عشر أمثالها.
وهذه الأيام لايشترط تتابعها ، فيختارها المسلم من أيام الشهر .
– صيام ست من شوال تجبر الخلل وتكمل النقص ، وذلك بالقياس على السنن في الاصلاة.
– صيام ست من شوال من علامات القبول إن شاء الله تعالى ، فإنه تعالى إذا قبل عمل عبده وفقه للعمل الصالح بعده ، فالطاعة تولد الطاعة .
– فيها شكر نعمة التوفيق لصيام رمضان.
– أن صوم النفل عموما يهيئ المسلم للترقي في درجات القرب من الله ، وفي الحديث القدسي : ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) رواه البخاري.
وفي الختام نسأل الله الكريم أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا ، وأن يغفر لنا ويرحمنا ، وأن يعيد علينا هذا الشهر سنينا متوالية ،ونحن في خير صحة وعافية ، وان يوفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .
تعليقات
إرسال تعليق