العيد وآدابه - د.رفعت برهام
العيد وآدابه
الحمد لله رب العالمين ، ونشهد أن لا إله إلا الله شرع الأعياد ويسر على عباده ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله دعانا للفرح والسرور في يوم العيد ، فصلاة وسلاما عليه وعلى أصحابة وآل بيته إلى يوم الدين، أما بعد …
العيد: مشتق من العود وهو الرجوع والمعاودة ؛ لأنه يتكرر في كل عام مرتين.
وسمي العيد بهذا الاسم ؛ لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان ، أي :أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل عام، منها : الفطر بعد المنع عن الطعام ، وصدقة الفطر ؛ ولأن العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور .( انظر الفقه الإسلامي وأدلته ،للدكتور /وهبة الزحيلي ) .
وشرعت صلاة العيد بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة بدليل الحديث الذي رواه أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال ( ما هذان اليومان ؟ ) قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال صلى الله عليه وسلم : (أبدلكم الله بهما خيرا منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر )
أما عن حكم صلاة العيد : فيتردد بين آراء ثلاثة ، كونها فرض كفاية ، أوواجبا أوسنة مؤكدة .
من قال بوجوبها إستدل أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أمر النساء أن يخرجن لصلاة العيد حتى أمر الحيض وذوات الخدور أن يخرجن يشهدن الخير ودعوة المسلمين ، وأمر الحيض أن يعتزلن المصلى ) ..رواه البخاري ومسلم .
وقال الشيخ الألباني في تمام المنة : ( الحق وجوبها لا سنيتها فحسب ، ومن الأدلة على ذلك أنها مسقطة للجمعة إذا اتفقتا في يوم واحد وما ليس بواجب لا يسقط واجبا )
ومن قال بأنها سنة إستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي وقد سأله : هل علي غيرها _ يعني الصلوات الخمس _؟ قال : (لا إلا أن تطوع )
وهذا هو الرأي الراجح انها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويكون وقتها بعد طلوع الشمس قدر رمح أو رمحين ،أي : بعد حوالي نصف ساعة من طلوع الشمس .
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يصليها في المصلى ولم يصلها في المسجد إلا قيلا ، وصلاة العيد ليس لها آذان ولا إقامة .
ما يتعلق بيوم العيد من آداب :
١- استحباب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب ، وكان صلى الله عليه وسلم يلبس لهما أجمل الثياب ، وكانت له حلة يلبسها في العيدين والجمعة .
٢- الأكل قبل الخروج في عيد الفطر :
عن أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وترا ) .رواه البخاري.
٣- الخروج إلى المصلى ماشيا والصلاة فيه :
٤- خروج النساء والصبيان :
يشرع خروج النساء والصبيان في العيدين للمصلى ؛ لحديث أم عطية قالت :(أمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى ) رواه الشيخان .
٥- مخالفة الطريق :
ذهب أكثر أهل العلم إلى إستحباب الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والعودة من طريق آخر ، سواء گان إماما أو مأموما ؛ وذلك لمقابلة أكبر عدد من الناس ، فعن جابر رضي الله عنه ،قال:( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق ) .رواه البخاري.
٦- التكبير في أيام العيد .
٧- التهنئة بالعيد .
٨- التوسعة على الأهل .
٩- إظهار الفرح والشاشة .
تقبل الله منا ومنكم ، وكل عام وانتم بخير
تعليقات
إرسال تعليق