عمل المرأة برؤى إسلامية بقلم / الكاتبة نهلة أحمد




مقال بعنوان
عمل المرأة برؤى إسلامية
بقلم / الكاتبة نهلة أحمد
=====================
لقد حث الله على العمل في موارد كثيرة من القرآن الكريم وخاصة العمل الصالح ومدحه وشجَّعَ عليهِ بالترغيب وحسن العاقبة تارة وبالوعيد تارةً اخرى حينما يكون العمل غير صالح .
قال تعالى في سورة النحل آية (97): ( مَن عملَ صالحاً من ذكرٍ وأُنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينهُ حياةٍ طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسنِ ما كانوا يعملون ).
وقال تعالى في آل فرعون (195) ( فاستجابَ لهم ربهم إنّي لا أضيعُ عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضكم من بعض .....لأكفرنَّ عنهم سيئاتم ولأدخلنَّهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عندهُ حسنُ الثواب ).
وعن مجازاة العمل وحسن عاقبتهِ أو سوئها قال تعالى في محكم كتابه في سورة غافر (40) ( مَنْ عمل سيئةً فلا يجزى إلا مثلها ومَنْ عملَ صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فاؤلئك يدخلون الجنة يُرزَقونَ فيها بغيرِ حساب ) ...وهناك آيات اخرى لايسمح المقام لسردها الداعية للعمل والمقترنة بالصلاح ؛ ففي صلاح العمل صلاح المجتمع وصلاح الفرد وبالتالي حسن العاقية .
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين : (( ولكلِ إمرئٍ مانوى )) فلذا النيَّةُ من شروط العمل والقصد الصالح يحقق المكسب ؛ ولا يكون العمل صالحاً ومفيداً للأمة مادام يطبق الفرد أو المؤمن سواءً كان ذكراً أو أنثى حسب التعبير القرآني وتعاليم الإسلام والشريعة السمحة ,
وبما إنَ العلمَ فريضةٌ على كل مسلم ومسلمة وواجبنا أن نتبعَ تعاليمَ الإسلام فلا بدَّ أن يكون مقرونا بالعمل ؛ فالعلمُ بلا عمل كالشجرِ بلا ثمر ؛ ففي العقائد التي هي أصول الدين ؛ وفروعه من عبادات ومعاملات يجب أن نطبق ماتعلمنا ونعلمه للآخرين ؛ وبالنسبة للدراسات الأكاديميّة كذلك لابدَّ للطالب حينما يتخرجَ ويحصل على الشهادة فهذا لايكفي مالم يعمل وينقل ماتعلمه على أرض الواقع ليفيدَ نفسَهُ وأمتهِ التي هي بحاجةٍ لكل فردٍ صالحٍ كلُ في مجالِ تخصصهِ ؛ فالطبيب في مجال الطب والعالم والفقيه والعامل والمدرس والكاتب والباحث والمهندس وجميع العلوم العقلية والنقلية هي بحاجة أن تُنشرَ من خلالِ كلِّ القوى لتكوّن قوة أمة ومجتمع قوي ؛ هذا من ناحية ؛ ومن ناحية ثانية وبخصوص المرأة نرى في بعض الناس تتصوَّر بأنَّ المرأة يكون عملها في إطار البيت وهو إدارة شؤون البيت وتربية الأطفال فقط ؛ في الوقت نفسهِ لانرى تحريماً لعمل المرأة خارج البيت أو داخلهِ لا في القرآن ولا في السنة الشريفة ؛ إنَّما يكون ضمن ضوابط الإلهية بحيث لايؤثر على بيتها وعائلتها وأطفالها من حهة وعلى حجابها وعفتها من جهة ٍ أخرى ؛ وذلكَ بلبسِ الحجاب وعدم الإنجرار وراء المغريات الغير مشروعة عرفاً وشرعاً .
وهناك العديد من الإيجابيات والسلبيات في عمل المرأة من الإيجابيات وكما في استطلاعي للعديد من النساء العاملات هو إنّها تحقق ذاتها من خلال العمل كما إنَّها تعمل على تفعيل حركة المجتمع بمساعدتها ووقوفها جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل سواءً في المجتمع الكبير أو مجتمعها الصغير ( الأسرة) ؛ زيادة الدخل ؛ فالمادة تساعد على القوة الشرائية وعلى الرفاهية أيضا ؛ كما أن عمل المرأة يسد الفراغ الذي هو سببا لكثير من المشاكل ؛ كما انه يقلل من المشاكل الزوجية ذلك لبعدهما عن بعض فترة فيكون الشوق والحنين حال حافزا لتقوية العلاقة بينهما ؛ اضافة لذلك فان العمل يضيف للمرأة تجارب وخبرات تستفيد منها حتى على الصعيد الأسري ...وغيرها من الإيجابيات .
أما السلبيات فهي : تعرض المرأة لكثير من المشاكل باحتكاكها ببعض النفوس الضعيفة من خلال اضطرارها بالتواجد ببعض اماكن العمل ..وخروج المرأة ساعات طوال يبعدها عن اطفالها فتحتاج لمربية هذه المربية احيانا هي سبب لسوء تربية الأولاد وتنشئتهم نشئة تختلف عمّا هو المفروض فيما لو كانت الأم هي التي تتولى ذلك ؛ بعض الأعمال شاقة والمرأة بطبيعة تكوينها رقيقة وضعيفة نسبة للرجل كما ان تعرضها للحمل والولادة وامور اخرى تخصها يجعل عملها متعباً لها صحيا وبدنيا ..
عموماً استشففت من خلال استطلاعي للكثير إنَّ الإيجابيات أكثر من السلبيات
تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح في حياتهم العملية .
بقلمي/// نهلة أحمد



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه