شهيدٌ بلا عنوان.... مصطفى الجزار

................. شهيدٌ بلا عنوان.................
يرســم لنا الزمانُ ينابيع ....الغيثِ على أوراق الشجــر
وعلى تلالٍ للشمسِ منسيةً ....تعلوا أرواحاً منذُ الصغــر
نسوراً تروحُ وتغدوا فوقها ...مرسومٌ على أجناحُها بلونِ الزهر
وأصواتٌ نابعةً من القلوب ...مع هطول الغيث وحبات المطر
وحنيناً يشدوا لدماءٍ قد سالت ...أوديةً لونها الزمانُ بشئٍ مُبتَكر
فلبى دعوتى يا زمن لنأخذ ....كؤساً مزابةً للجفــنِ بهـاالأثــر
لأرواحاً قد بُعثَت ليكون عنوانُها ...مكتوبٌ بالشهادةُ أو النصر
وأرواحاً قد باعت ضمائرُها ...فضاع أثرُها ما بين مُبتدأٍ وخبــر
وأرواحاً قد راودنا عنها الحزنُ... فتلاقت رعاياها بفتنةٍ وليلٍ مُعتكر
لنعى عدوٍ قد أثر فى أجفانِهم ... وحدادٍ على شهيدٍ قد غاب النظر
وسطو على حقوقٍ وأمالٍ قد ...أُخِذت عنوةً وبِظُلمٍ على كل البشر
فأصبح العالم مقسومٌ هكذا ما ...بين حقٍ ضائع ومظلومٍ قد قُهــر
الأن ننتظر عقوداً منشودةً لوقف ..نارٍ قد أعددناها لهُم حتى لا تذر
فتركت لنا رُماداً مخمودٌ بداخلهُ ...نساءً وشيوخاً وأجنةً وديناً قد نُكِر
فإما تُرين دماؤنا لا زالت لدى... أكذوبةً تسعى بها فى أواخر الدَهــر
وخطوطاً خُطت بشطرين فما ...ينقضى الدهرُ إلا ونحنُ على شطر
إحداهُما وهماً يُصفى كماءٍ يروحُ ..فى الصباح بنفعٍ ويغدو مساءً بِضُر
والأخر عشبٌ ينبتُ فيهِ عبث الدول ...ومعاهداتٌ وتوقيعاتٍ على صِور
فأين الأصلُ يا زمن ...؟
أمعــكَ أم زرعــوا فيك ...أرواحــاً سوداء وقـلوبٌ من حجــر
أضاع دم الشهيد وصراخ الأطفالُ.. وثوبُ قد خُلع من أجسادِهن بذُعــر
أصبحوا كلاب القومِ أسياداً وصِرنا ..عبيداً للقمة عيشٍ عندهُم لمدى العُمــر
فلماذا نصحوا على أملٍ وحياهٍ ...والحقُ ضائعٌ بيننا ودين الله قد هُجــر..؟
الأن ندعوا عويلهُم ليدرسوا صحائفٌ ..قد طلاطمت وتومِست بماء النهــر
وأنشودةً قد عالت علينا فصٍرنا ..فى ذيل الأمم ننتظر معروفاً أو فقــر
فكيف نسيتُم نعم الله عليكُم وتشريفاً ..فى مواطنهِ قد تلبست بهِ مِصر؟
وتنشدون تاريخاً زائفاً لعدوٍ قد زرع... فساداً فى الأرضِ وبالحقِ كفــر
أتجدون أمالكُم معهُم أم غاب عنكُم ...أن إتحاد المسلمين بالحق هو المنتصر
وأن دم الشهيدُ فى الأرضِ مسكٍ ...من الخُلدِ ونوراً مبعوثٌ من القمــر
أضاء لنا أُفاقاً مظلمةٌ وكشف ...عن مقابراً لم يزورُها ضياء الفجــر
شهداءٌ ما زال الدهرُ يَذكرهُم نسوراً ...يكاد سناها فى السماءُ يطيــر
وملوكاً حكموا الأرض بسيف الحق ...على رقبةِ كل خسيسٍ وحقيــر
لماذا تقلبون التاريخَ وتبنون أمالاً ..ووهماً فى الهواء كصرحٍ كبيــر..؟
فهل تُجيدون البناء أم تنتظرون ...العونَ من عدوٍ لم يُحسن التعمير؟
أعيرونى السمعَ والعقل والقلب أيُها... المسُلمون فلم تستطيعوا التغييـر
وكيف يقبل التغير بجثثاً تُزرع فى ..الأرضِ وتروى منكُم بدمٍ غزيــر..؟
دمٍ أصبح سيولاً وأنهاراً متقطعةً ..أوديةً نصنع لهُم منها الخمر والشعيـر
فهل هذا هو التغير ....،
خططاً تدرس بهيئات الأمم لتحدد ..موضعكُم وكيف سيكون المصيـر.؟
يتكالبون الأن على العرب ويرسمون.. أمالهُم فى منتهى الدقةِ والتدبيــر
أفيقوا من ثباتُكم ونومِكم فلا .....تدرون إلى أين يأخذكُم المسيــر
فلا عوناً ولا طريقاً غير نداء الخالق... فهو الأعلمُ بكل مسلمٍ وبصيـر
فكيف تحزنى أُم الشهيد...،؟
وعنوانُ ولدُكِ الجنةُ ومنزلتهُ مكرمةً بالنبيين ويُستقبل بفرحٍ وسرور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه