حَقَائِقُ الإِسْلامِ فى مُوَاجَهَةُ شُبْهَاتِ الْمُشَكِّكِينَ بقلم د. كمال الرخــــاوى
حَقَائِقُ الإِسْلامِ
فى مُوَاجَهَةُ شُبْهَاتِ الْمُشَكِّكِينَ
بقلم د. كمال الرخــــاوى
المحامى بالنقض و الدستورية العليا
والأمين العام لحزب حراس الثورة بالغربية
فى مُوَاجَهَةُ شُبْهَاتِ الْمُشَكِّكِينَ
بقلم د. كمال الرخــــاوى
المحامى بالنقض و الدستورية العليا
والأمين العام لحزب حراس الثورة بالغربية
الشَّرِيعةُ الإسلاميَّةُ هى أوَّلَ مَنْ وَضَعَ وثيقةً لحُقوقِ الإنسان، وذلك عندما أسَّسَ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدَّولةَ الإسلاميةَ بعدَ هجرتهُ إلى المدينةِ المنورة مباشرةً، والتي تُعدُّ أوَّلَ دُستُورٍ تمَّ جمْعُ الناسِ فيه على أساسِ المُواطَنةِ دون تفريقٍ في الجنس أو اللَّون أو اللُّغة فقد أصبحَ يهودُ المَدِينة المُنوَّرةِ جُزْءَاً لا يتَجَزَّأُ مِنَ النَّسِيجِ الاجتماعيِّ للدَّولةِ الإسلامية، لهم حرِّيةَ الدِّين والاعتقاد، ويُجري عَلَيهم ما يُجري على غيرِهم مِنَ المُسلِمِين .
كما خَطَّ نبيُّنا الكريمُ ـ عليه أفضلُ الصَّلاةِ والتَّسليمِ ـ يومَ فتحِ مكَّةَ وفي حَجَّةِ الوَداع أَسمَى مبادئِ حُقوقِ الإنسان ، والتي لا يُمكِنُ لأيِّ قانونٍ وضعهُ بَشرِيٍّ أنْ يتخيَّلَها ، فضلاً عن أنْ يَسُنَّها , ومِنْ أهمِّها:-
1- حقُّ المساواة، وأنَّ أصلَ الناسِ واحدٌ، فقال: ( الناس من آدم, وآدم خُلِقَ من تُراب ).
2- كما قرَّر مبدأ العفو والتسامح، والتي لم ينصَّ عليهُ إلى الآن أيُّ قانونٍ من قوانين حقوق الإنسان الدُّوَلِية في العالم، حيث قال: " يا معشرَ قُريش , ما ترَون أني فاعلٌ بكم؟ " قالوا: خيراً . أخٌ كريمٌ, وابنُ أخٍ كريم , قال: " اذهبُوا فأنتُمُ الطُّلَقاءُ ".
3- كما قرَّرَ سبعةَ حُقوقٍ في وثيقةِ حُجَّة الوَداع: الدِّماء, والأموال, والأعراض, والظُّلم أو المظالم, والتفرقة والتحريش, والنساء, والأمانات.
فقد سَبَقَ نبيُّنا الكريمُ ـ عليه الصلاة والسلام ـ بهَذِهِ الحُقوقِ وغيرِها إعلانَ حُقوقِ الإنسان في الثَّورَتَينِ الأمريكية والفرنسِيَّة , كما سَبَقَ الإعلانَ العالميَّ لحقُوقِ الإنسان الصَّادِرِ عنْ هَيئةِ الأُمَمِ المُتَّحِدةِ سنةَ 1948م
كما خَطَّ نبيُّنا الكريمُ ـ عليه أفضلُ الصَّلاةِ والتَّسليمِ ـ يومَ فتحِ مكَّةَ وفي حَجَّةِ الوَداع أَسمَى مبادئِ حُقوقِ الإنسان ، والتي لا يُمكِنُ لأيِّ قانونٍ وضعهُ بَشرِيٍّ أنْ يتخيَّلَها ، فضلاً عن أنْ يَسُنَّها , ومِنْ أهمِّها:-
1- حقُّ المساواة، وأنَّ أصلَ الناسِ واحدٌ، فقال: ( الناس من آدم, وآدم خُلِقَ من تُراب ).
2- كما قرَّر مبدأ العفو والتسامح، والتي لم ينصَّ عليهُ إلى الآن أيُّ قانونٍ من قوانين حقوق الإنسان الدُّوَلِية في العالم، حيث قال: " يا معشرَ قُريش , ما ترَون أني فاعلٌ بكم؟ " قالوا: خيراً . أخٌ كريمٌ, وابنُ أخٍ كريم , قال: " اذهبُوا فأنتُمُ الطُّلَقاءُ ".
3- كما قرَّرَ سبعةَ حُقوقٍ في وثيقةِ حُجَّة الوَداع: الدِّماء, والأموال, والأعراض, والظُّلم أو المظالم, والتفرقة والتحريش, والنساء, والأمانات.
فقد سَبَقَ نبيُّنا الكريمُ ـ عليه الصلاة والسلام ـ بهَذِهِ الحُقوقِ وغيرِها إعلانَ حُقوقِ الإنسان في الثَّورَتَينِ الأمريكية والفرنسِيَّة , كما سَبَقَ الإعلانَ العالميَّ لحقُوقِ الإنسان الصَّادِرِ عنْ هَيئةِ الأُمَمِ المُتَّحِدةِ سنةَ 1948م
وقد كانَ تاريخُنا الإسلاميُّ خيرَ مثالٍ لهذه الأُسُسِ والقَوَاعِدِ منذ عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عهود الخلافة الإسلامية المتأخرة، وما كان جوابُ السُّلطانِ عَبدِ الحَمِيدِ للمَندُوبِ البِريطانيِّ في مطلع القَرْنِ العِشرينَ المِيلاديِّ حين طلبَ منه الأخيرُ التَّنازُلَ عن أرضِ فِلَسطِينَ لصالحِ اليَهُودِ , إلا أكبرَ شاهِدٍ على التمسُّك بحقوق الأرض والمُواطَنة
كما استوعبَ دينُنا الحَنِيفُ حُقوقَ الإنسانِ بجميع إتجاهاتِها الوضعيةِ قديماً وحديثاً بل وتَفَوَّقَ عليها بأشواط ، فقد شَمَلَ تقريرُ حُقُوقِ الإنسان في الإسلام الرِّجالَ والنِّسَاءَ اللاتي هُنَّ ( شَقائقُ الرِّجال ) ، كما شَمَلَ المُسلِمِينَ وغيرَهم داخلَ الدَّولةِ وخارجَها، وقَرَنَ حقَّ الفرد بحقِّ الجماعة, فلا مجالَ في المجتمع الإسلامي للأنانية الفردية, ( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) .
• فهُو مجتمعٌ يقومُ على احترام الكَرَامة الإنسانية ... وعلى تقديسِ حياةِ الإنسان أكثرَ من تقديسِ الكعبةِ ذاتِها كما ورد في السُّنة النَّبويَّةِ المُطهَّرة، فقد أحاطَ اللهُ تعالى نعمةَ الحياةِ التي منَحَنا إياها بأسْوارٍ عاليةٍ من الزَّجْرِ والتَّنفِير؛ إذ لا سُلطانً عليها إلا بتفويضٍ منه تعالى.
• كما أنه مجتمعٌ يقومُ على حقِّ كُلِّ إنسانٍ في العَيشِ بأمانٍ مِنْ خلالِ المُحافظةِ على الكُلِّياتِ الخَمْس: الدِّين, والنَّفس, والعَقل, والعِرض, والمَال
• كما أنه مجتمعٌ يقومُ على حقِّ كُلِّ إنسانٍ في العَيشِ بأمانٍ مِنْ خلالِ المُحافظةِ على الكُلِّياتِ الخَمْس: الدِّين, والنَّفس, والعَقل, والعِرض, والمَال
• ومجتمعٌ يقومُ على التَّرابُط وتقويةِ الأوَاصِر الاجتماعية من خلال تشريع إفشاء السلام, والبَشاشة عند اللقاء, وإكرام الضَّيف, وعيادةِ المريض، والتَّناصُحِ بين المُسلِمين، والأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَر، وغيرِ ذلك
• ومجتمعٌ يقومُ على صلة الرحم والترابط الأسري ؛ إذ إنَّه أعطَى للوالدَين حُقوقاً وألزَمَ برَّهُما وبيَّن حُقوقَ الزَّوجين والأولاد.
• كما أنَّه مجتمعٌ يقومُ على الاهتمام بشؤون الضُّعَفاء مِنَ الأيتام واللُّقَطاءِ والمَمْلُوكِينَ والخَدَمِ والفُقَراءِ والمَسَاكين وغيرِهم .
وًّمَنَ اَلَكَتَبَ اَلَقَيَمَةٍ وًّاَلَمَهَمَةٍ اَلَتَىَّ خَلَفَهَاَ اَلَكَـــاَتَبَ وًّاَلَسَيَــــاَسَىَّ وًّاَلَمَفــــــــَكَرَ اَلَمَصَـــــرَىَّ (عَبَاَسَ مَحَمَوًّدَ اَلَعَقَاَدَ) كَتَاَبَ حَمَلَ إسَمَ ( حَقَائق اَلإسَلامَ وًّأبَاَطَيَلَ خَصَوًّمَهَ ) يَتَصَدَىَّ فَيَهَ اَلَعَقَاَدَ لَلَحَمَلاَتَ اَلَتَيَ تَسَتَهَدَفَ ثَقَاَفَتَهَ وًّمَجَتَمَعَهَ ، وًّقَدَ جَاَء هَذاَ اَلَكَتَاَبَ كَشَكَلَ مَنَ أشَكَاَلَ اَلَدَِفَاَعَ عَنَ اَلَعََقَيَدَةٍ وًّاَلَتَُرَاَثَ ، فَتَبَدََّىَّ طَاَبَعَ اَلَعَقَاَدَ اَلَمَوًَّضَوًّعَيَ اَلَمَُتََزَّنَ بَلاَ تَشَنَُجَ ؛ حَيَثَ عَرََضَ اَلَشَبَهَاَتَ اَلَتَيَ يَرَوًِّّجَهَاَ أعَدَاَء اَلإسَلاَمَ وًّقَاَمَ بَتَفَنَيَدَهَاَ وًّاَحَدَةًٍ تَِلَوًّ الأخَرَىَّ ، مَُرَتَكَِزًَّاَ عَلَىَّ مَعََاَرَِفَهَ اَلَغَزَّيَرَةٍ وًّأفَقَهَِ اَلَمَُتَسَعَ وًّبَحَوًّثَهَ اَلَمَُتَعَمَقَةٍ فَيَ اَلَكَُتَبَ اَلَمَُقَدَسَةٍ وًّكَُتَبَ اَلَتَُرَاَثَ مَُتَبَعًَاَ مَنَطَقًَاَ سَلَيَمًَاَ غَيَرَ مَُحَاَبٍَ ؛ حَيَثَُ يَُقَاَرَعَ اَلَحَجَةٍ بَاَلَحَجَةٍ ، فَيَبَتَدَئَ فَيَ كَتَاَبَهَ بَاَلَدَفَاعَ عَنَ لَُبَ اَلَدَيَنَ وًّهَوًّ اَلَعَقَيَدَةٍ، ثَمَ يَنَتَقَلَ لَصَدَ اَلابَاَطَيَلَ اَلَمَنَسَوًّجَةٍ عَنَ اَلَمَعَاَمَلاَتَ اَلإسَلامَيَةٍ، مَُبَيَنًَاَ رَعَاَيَةٍ اَلَدَيَنَ اَلإسَلامَيَ لَلَحَقَوًّقَ اَلَمَخَتَلَفَةٍ لَلانَسَاَنَ.
وًّقَدَ جَرَىَّ هَذاَ اَلَكَتَاَبَ اَلََضَاَفَىَّ عَلَىَّ فَصَوًّلَ أرَبَعَةٍ رَئَيَسَيَةٍ :-
• اَلَفَصَلَ اَلأوًّلَ فَىَّ اَلَعَقَاَئَدَ ، وًّتَنَاَوًّلَ اَلَحَدَيَثَ عَنَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلإلَهَيَةٍ ، ثَمَ عَقَيَدَةٍ اَلَنَبَوًّةٍ ثَمَ اَلَعَقَيَدَةٍ فَىَّ اَلإنَسَاَنَ ، ثَمَ عَنَ اَلَشَيَطَاَنَ ، ثَمَ عَنَ اَلَعَقَاَئَدَ فَىَّ اَلَعَبَاَدَاَتَ .
• وًّدَاَرَ اَلَفَصَلَ اَلَثَاَنَىَّ عَنَ اَلَمَعَاَمَلات.
• بَيَنَمَاَ دَاَرَ اَلَفَصَلَ اَلَثَاَلَثَ حَوًّلَ اَلَحَقَوًّقَ فَشَمَلَ اَلَحَرَيَةٍ اَلإسَلاَمَيَةٍ ، وًّاَلأمَةٍ ، وًّالأسَرَةٍ وًّزَّوًّاَجَ اَلَنَبَىَّ ، وًّاَلَطَبَقَةٍ ، وًّاَلَرَقَ ، وًّحَقَوًّقَ اَلَحَرَبَ وًّحَقَوًّقَ اَلإمَاَمَ .
• أمَاَ اَلَفَصَلَ اَلَرَاَبَعَ وًّاَلأخَيَرَ ، فَعَنَ اَلأخَلآقَ وًّاَلأدَاَبَ اَلإسَلامَيَةٍ أعَقَبَتَهَ خَاَتَمَةٍ اَلَكَتَاَبَ .
وًّقَدَ جَرَىَّ هَذاَ اَلَكَتَاَبَ اَلََضَاَفَىَّ عَلَىَّ فَصَوًّلَ أرَبَعَةٍ رَئَيَسَيَةٍ :-
• اَلَفَصَلَ اَلأوًّلَ فَىَّ اَلَعَقَاَئَدَ ، وًّتَنَاَوًّلَ اَلَحَدَيَثَ عَنَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلإلَهَيَةٍ ، ثَمَ عَقَيَدَةٍ اَلَنَبَوًّةٍ ثَمَ اَلَعَقَيَدَةٍ فَىَّ اَلإنَسَاَنَ ، ثَمَ عَنَ اَلَشَيَطَاَنَ ، ثَمَ عَنَ اَلَعَقَاَئَدَ فَىَّ اَلَعَبَاَدَاَتَ .
• وًّدَاَرَ اَلَفَصَلَ اَلَثَاَنَىَّ عَنَ اَلَمَعَاَمَلات.
• بَيَنَمَاَ دَاَرَ اَلَفَصَلَ اَلَثَاَلَثَ حَوًّلَ اَلَحَقَوًّقَ فَشَمَلَ اَلَحَرَيَةٍ اَلإسَلاَمَيَةٍ ، وًّاَلأمَةٍ ، وًّالأسَرَةٍ وًّزَّوًّاَجَ اَلَنَبَىَّ ، وًّاَلَطَبَقَةٍ ، وًّاَلَرَقَ ، وًّحَقَوًّقَ اَلَحَرَبَ وًّحَقَوًّقَ اَلإمَاَمَ .
• أمَاَ اَلَفَصَلَ اَلَرَاَبَعَ وًّاَلأخَيَرَ ، فَعَنَ اَلأخَلآقَ وًّاَلأدَاَبَ اَلإسَلامَيَةٍ أعَقَبَتَهَ خَاَتَمَةٍ اَلَكَتَاَبَ .
وًّقَدَمَ اَلأسَتَاَذ اَلَعَقَاَدَ لَكَتَاَبَهَ بَفَاَتَحَةٍ ، إَرَتَآهَاَ تَمَهَيَدًَاَ وًّاَجَبًَاَ ، أبَاَنَ فَيَهَ أنَ خَطَاَبَ اَلَدَيَنَ لاَ يَتَجَهَ فَقَطَ إلَىَّ اَلَمَؤَمَنَيَنَ اَلَمَصَدَقَيَنَ ، إنَمَاَ يَجَبَ أنَ يَتَجَهَ اَلَخَطَاَبَ أيََضًَاَ إلَىَّ اَلَمَتَشَكَكَيَنَ وًّاَلَمَتَرَدَدَيَنَ ، بَلَ اَلَمَنَكَرَيَنَ وًّاَلَمَعَطَلَيَنَ ، لأنَ اَلَمَُنَكَرَ اَلَمَُتَعَطَلَ أوًّلَىَّ بَتَوًّجَيَهَ اَلَخَطَاَبَ وًّاَلَبَيَاَنَ اَلَصَحَيَحَ إلَيَهَ.
فهل للدين حقيقة قائمة ؟ ، وهل للدين ضرورة لازمة ؟
وَالسُّؤَالانِ لا يَتَشابَهَانِّ فَقطْ ، وَلَكُنَّ يتحدان فى سؤال وَاحِدٍ، اِقْتَضَتْ الإِجَابَةُ عَنهُ صَفْحَاتُ هَذَا الْكُتَّابَ،وَالأُسْتَاذَ الْعقَادَ يُبَادِرُ إِلَى تَقْريرٍ أُنَّ جَلاَلُ
هَذَا الْمَوْضُع يَسْتَوْجِبُ أَكْثَرُ مِنْ كُتَّاب لِمُحَاصَرَةِ وَكَشْف أغاليط شُكُوك الْمُتَرَدِّدِينَ وَالْمُنْكِرِينَ، لِلْقَضَاءِ اِبْتِدَاء عَلَى أَسَبَّابِ الشَّكِّ وَالتَّرَدُّدِ، وَبَيَان جَوَانِب الْحَقِيقَةِ .
فهل للدين حقيقة قائمة ؟ ، وهل للدين ضرورة لازمة ؟
وَالسُّؤَالانِ لا يَتَشابَهَانِّ فَقطْ ، وَلَكُنَّ يتحدان فى سؤال وَاحِدٍ، اِقْتَضَتْ الإِجَابَةُ عَنهُ صَفْحَاتُ هَذَا الْكُتَّابَ،وَالأُسْتَاذَ الْعقَادَ يُبَادِرُ إِلَى تَقْريرٍ أُنَّ جَلاَلُ
هَذَا الْمَوْضُع يَسْتَوْجِبُ أَكْثَرُ مِنْ كُتَّاب لِمُحَاصَرَةِ وَكَشْف أغاليط شُكُوك الْمُتَرَدِّدِينَ وَالْمُنْكِرِينَ، لِلْقَضَاءِ اِبْتِدَاء عَلَى أَسَبَّابِ الشَّكِّ وَالتَّرَدُّدِ، وَبَيَان جَوَانِب الْحَقِيقَةِ .
ويتَحَدَّثُ الْعقَادُ فِي أَوَّلَ كُتَّابِهِ عَنْ شَبَهَتَانِ تَعْتَرِضَانِّ طَرِيق الايمان بِاللَّهِ :
الشُّبْهَةَ الأَوْلِيَّ هِي شُبْهَةُ الشَّرِّ،هَذِهِ أَقُدِمَ الشُّبْهَاتُ التى صَادَفَتْ عُقُلُ الْإِنْسَانِ مُنْذُ عُرْفِ التَّفْرِقةِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَأَنّهُمَا مُتَعارِضَانِ لا يَتَّصِفُ بِهُمَا كَائِنُ وَاحِدٍ، وَرُبَّما كَانَتْ تَفْرِقَةُ الإِنْسَانِ الهَمجى بَيْنَ شَعَائِر السحِر وَبَيْنَ شَعَائِرِ الْعِبَادَةِ هى الْمُقَدِّمَةَ الأوْلَى لِحَلٍّ هَذِهِ الْمُشْكِلَةُ الْعَصِيَّةُ، وَمَعَ مَعَارِج ِالْحَضَاَرةِ وَالإِدْرَاكِ، اِهْتَدَى الإِنْسَانُ إِلَى حَلِّ آخِرِ أَوَفَّى وَأقْرَبُ لِلْمَعْقُولِ، حَيْثُ آمِنِ بِإلَهَيْنِ سَمَّى أحَدُهُمَا إلَهِ النَّوَرِ وَالآخِرِ إلَه الظُّلاَّمِ، وَجَعَلَ النَّوَرُ عُنْوَانًا لِلْخَيِّرَاتِ،وَالظُّلاَّمَ عُنْوَانًا لِلشُّرُورِ إلاَّ أَنْ هَذَا الْحَلَّ لا يُرْضَى عُقُولُ الْمُؤْمِنِينَ بِالتَّوْحِيدِ، وَلا يَحُلَّ مُشْكِلَةُ الشَّرِّ فى الْوُجُودَ وَلِعَلَّ مَنْ أَوَفَّى الْحُلُولُ مَا يَطْلَقَ عَلَيهِ حلَّ الْوَهْمُ،وَالْحَلَّ الْمُسَمَّى حُلَّ التَّكَافُلُ بُيِّنَ أَجَزَاءُ الْوُجُودِ
• وَخُلاصَة حَلّ الْوَهْمِ- اِعْتِقَاد الْقَائِلِينَ بِهِ أَنَّ الشَّرَّ وَهُمْ لا نَصِيبٌ لَهُ مِنَ الْحَقِيقَةِ وَأَنّهُ مَحْض عُرْض زَائِل يَتْبَعَهُ الْخَيْرُ الدَّائِمُ. بَيْدَ أَنَّ هَذَا لا يَحُلَّ الْإِشْكَالُ وَلا يُغَنَّى ضَمِيرُ الْمُعْتَقِدِ بِهِ فَضَلاً عَنِ الْمُعْتَرِضِينَ عَلَيهِ
• وَخُلاصَةُ مَا يُطْلَقْ عَلَيهِ حُلَّ التَّكَافُلُ بُيِّنَ أَجَزَاءُ الْوُجُودِ، إعتقاد الْقَائِلِينَ بِهِ أَنَّ الشَّرَّ لا يُنَاقِضَ الْخَيْرُ فى جَوْهَرهُ وَلَكِنّهُ جُزْء مُتَمِّمٍ أَوْ شَرِطَ لاَزِمُ لِتَحْقِيقِهِ، فَلا مُعَنَّى لِلْخَيْرِ بِغَيْر َشَرّ مثلما لا مُعَنَّى لِلشَّجَاعَةِ بِغَيْرَ خَطَرٍ وَلا لِلْكَرْمِ بِغَيْرَحَاجَةٍ ، وَلَكِنَّ هَذَا الْحَلَّ عَلَى قربهُ مَنِ الإقْنَاعَ َلا يَغْنَى عَنْ سُؤَّال الْحَائِرِ : لِمَاذَا هَذَا التَّكَافُلَ لِزَامًا فى طَبِيعَة الْوُجُودِ ؟
الشُّبْهَةَ الأَوْلِيَّ هِي شُبْهَةُ الشَّرِّ،هَذِهِ أَقُدِمَ الشُّبْهَاتُ التى صَادَفَتْ عُقُلُ الْإِنْسَانِ مُنْذُ عُرْفِ التَّفْرِقةِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَأَنّهُمَا مُتَعارِضَانِ لا يَتَّصِفُ بِهُمَا كَائِنُ وَاحِدٍ، وَرُبَّما كَانَتْ تَفْرِقَةُ الإِنْسَانِ الهَمجى بَيْنَ شَعَائِر السحِر وَبَيْنَ شَعَائِرِ الْعِبَادَةِ هى الْمُقَدِّمَةَ الأوْلَى لِحَلٍّ هَذِهِ الْمُشْكِلَةُ الْعَصِيَّةُ، وَمَعَ مَعَارِج ِالْحَضَاَرةِ وَالإِدْرَاكِ، اِهْتَدَى الإِنْسَانُ إِلَى حَلِّ آخِرِ أَوَفَّى وَأقْرَبُ لِلْمَعْقُولِ، حَيْثُ آمِنِ بِإلَهَيْنِ سَمَّى أحَدُهُمَا إلَهِ النَّوَرِ وَالآخِرِ إلَه الظُّلاَّمِ، وَجَعَلَ النَّوَرُ عُنْوَانًا لِلْخَيِّرَاتِ،وَالظُّلاَّمَ عُنْوَانًا لِلشُّرُورِ إلاَّ أَنْ هَذَا الْحَلَّ لا يُرْضَى عُقُولُ الْمُؤْمِنِينَ بِالتَّوْحِيدِ، وَلا يَحُلَّ مُشْكِلَةُ الشَّرِّ فى الْوُجُودَ وَلِعَلَّ مَنْ أَوَفَّى الْحُلُولُ مَا يَطْلَقَ عَلَيهِ حلَّ الْوَهْمُ،وَالْحَلَّ الْمُسَمَّى حُلَّ التَّكَافُلُ بُيِّنَ أَجَزَاءُ الْوُجُودِ
• وَخُلاصَة حَلّ الْوَهْمِ- اِعْتِقَاد الْقَائِلِينَ بِهِ أَنَّ الشَّرَّ وَهُمْ لا نَصِيبٌ لَهُ مِنَ الْحَقِيقَةِ وَأَنّهُ مَحْض عُرْض زَائِل يَتْبَعَهُ الْخَيْرُ الدَّائِمُ. بَيْدَ أَنَّ هَذَا لا يَحُلَّ الْإِشْكَالُ وَلا يُغَنَّى ضَمِيرُ الْمُعْتَقِدِ بِهِ فَضَلاً عَنِ الْمُعْتَرِضِينَ عَلَيهِ
• وَخُلاصَةُ مَا يُطْلَقْ عَلَيهِ حُلَّ التَّكَافُلُ بُيِّنَ أَجَزَاءُ الْوُجُودِ، إعتقاد الْقَائِلِينَ بِهِ أَنَّ الشَّرَّ لا يُنَاقِضَ الْخَيْرُ فى جَوْهَرهُ وَلَكِنّهُ جُزْء مُتَمِّمٍ أَوْ شَرِطَ لاَزِمُ لِتَحْقِيقِهِ، فَلا مُعَنَّى لِلْخَيْرِ بِغَيْر َشَرّ مثلما لا مُعَنَّى لِلشَّجَاعَةِ بِغَيْرَ خَطَرٍ وَلا لِلْكَرْمِ بِغَيْرَحَاجَةٍ ، وَلَكِنَّ هَذَا الْحَلَّ عَلَى قربهُ مَنِ الإقْنَاعَ َلا يَغْنَى عَنْ سُؤَّال الْحَائِرِ : لِمَاذَا هَذَا التَّكَافُلَ لِزَامًا فى طَبِيعَة الْوُجُودِ ؟
وًّيَرَىَّ اَلأُسَْتََاَذَ اَلَْعَقََاَدََ بََعَْدََ مََاَ عَُرََْضَُهَُ أَنََّ اَلَشََّرَ َّلََيَْسََ مَُشَْكَِلََةٍُ كََوًَّنَِيََّةٍٍ، وًَّلاَ مَُشَْكَِلََةٍُ عََقَْلَِيََّةٍٍ، وًَّلََكَِنَهَُ فَِيَ حََقَِيَقََتَِهَِ مَُشَْكَِلََةٍِ اَلَْهََوًِّيَِّ اَلاَنَسَاَنَيَ اَلََّذِيَ يََرَْفََِضََ اَلألََمَ ُوًَّيََتَِمَُّنَِيَ أَنَْ يَُكََوًِّّنََ شَُعَُوًّرَُهَُ بَِاَلَسَُّرَُوًّرَِ اَلَدََّاَئَِمَِ اَلَْغََاَلَِبَِ عََلََىَّ طََبََاَئَِعَِ اَلأُمَُوًّرَِ.
• أَمََّاَ اَلَشَُّبَْهََةٍَ اَلَثََّاَنَِيََةٍَ اَلََّتَِيَ رَُدََّ عََلََيَهََاَ اَلَْعَقََاَدََ هَِيَ شَُبَْهََةٍُ اَلَْخَُرََاَفََةٍِ ؛ وَهُنَا نَعُودُ مرَّةَ أُخْرَى إِلَى سُؤَالِنَا الَّذِي اِفْتَتَحَنَا بِهِ هَذِهٍ الْكَلِمَةُ ، فَنَسْأَلُ الْمُتَرَدِّدِينَ والمعطِّلين : إِذَا كَانَ التَّدَيُّنُ عَلَى هَذِهٍ الْحالَةُ الَّتِي وُجِدَ بِهَا غَيْرَ حُسْنٍ فِي تَقْديرِكُمْ ، فَيَكُفُّ يَكُونَ الْحُسْنُ ؟ وَكَيْفَ تَتَصَوَّرُونَهُ مُمْكِنًا عَلَى نَحْوٍ أَقْرُبُ إِلَى الْعَقْلِ وَأُيَسِّرُ فِي الإِمْكانِ ؟
• أَمََّاَ اَلَشَُّبَْهََةٍَ اَلَثََّاَنَِيََةٍَ اَلََّتَِيَ رَُدََّ عََلََيَهََاَ اَلَْعَقََاَدََ هَِيَ شَُبَْهََةٍُ اَلَْخَُرََاَفََةٍِ ؛ وَهُنَا نَعُودُ مرَّةَ أُخْرَى إِلَى سُؤَالِنَا الَّذِي اِفْتَتَحَنَا بِهِ هَذِهٍ الْكَلِمَةُ ، فَنَسْأَلُ الْمُتَرَدِّدِينَ والمعطِّلين : إِذَا كَانَ التَّدَيُّنُ عَلَى هَذِهٍ الْحالَةُ الَّتِي وُجِدَ بِهَا غَيْرَ حُسْنٍ فِي تَقْديرِكُمْ ، فَيَكُفُّ يَكُونَ الْحُسْنُ ؟ وَكَيْفَ تَتَصَوَّرُونَهُ مُمْكِنًا عَلَى نَحْوٍ أَقْرُبُ إِلَى الْعَقْلِ وَأُيَسِّرُ فِي الإِمْكانِ ؟
فََقََدَْ إلَتَصَقَ بَِاَلَدَِّيَنَِ اَلَْكََثَِيَرَِ مَِنََ اَلَْخَُرََاَفََاَتَِ اَلََّتَِيَ يََأْبََاَهََاَ كَُلَُّ عَُقَُلَِ سََلَِيَمٍَ، وًَّهََذِهَِ اَلَْخَُرََاَفََاَتَُ تََدَْعََمَُ عَِنَْدَهَُمَ ْفََكَُرََةٍ رََفََْضَِ اَلَدَِّيَنَِ كََلََهَُ وًَّكََأَنَّهَُمَْ يََقَْتََرَِحَُوًّنََ دََيَْنًَاَ لاَ يَرَكَنَ إِلََيَْهَِ إلاََّ اَلَنَّخَبَةٍَ اَلَْمَُخَْتََاَرََةٍَ مَِنَْ كَبََاَرَِ اَلَْعَُقَُوًّلَِ اَلَتَىَّ لاَ تََتََسََرََّبََ إِلََيَهََاَ اَلَْخَُرََاَفََةٍَ، أَوًّْ يََقَْتََرَِحَُوًّنََ دََيَْنًَاَ يََتََسََاَوًَّىَّ فَِيَهَِ كَبََاَرَاَلَْعَُقَُوًّلَِ وًَّصَغََاَرَهَُمَْ تََسََاَوًِّيًَاَ آلَِيًَّاَ لاَ عََمََلَُ فَِيَهَِ لأجَْتَِهََاَدَ ِاَلَرَّوًّحَِ وًَّتََرَْبَِيََةٍ اَلََضََّمَِيَرَِ، أَوًّْ يََقَْتََرَِحَُوًّنََ دََيَْنًَاَ يََتََبََدََّلَُ فَىَّ كَُلَُّ فَتَرَةٍِ تََبََدَُّلاً آلَِيًَّاَ كََلََمََّاَ تََبََدََّلََتَْ اَلَْمََعََاَرَِفَُ فَىَّ مَُخَْتََلَِفَ اَلأزَّْمَِنََةٍِ أَوًّْ مَُخَْتََلَِفَ اَلَْبَُلَْدََاَنَِ.
وًَّمََهَْمََاَ سََاَيََرَْنََاَ هََذِهَِ اَلَْمَُقَْتََرَِحََاَتَ إِلََىَّ غََيَْرََ نَِهََاَيََةٍ فََإِنَّنََاَ لََنَْ ننتهى إِلََىَّ مقترح أَقَُرَُبَ إِلََىَّ اَلَتََّصََوًُّّرَ وًَّأَيَْسََرَ مََنَْ اَلَدَِّيَنَ فََحََاَجََةٍ اَلَْبَسَطََاَء وًَّاَلَْجَُهََلاء أَوًّْ صَغََاَرَ اَلَْعَُقَُوًّلَ إِلََىَّ تَعََاَلَيَمَ اَلَدَِّيَنَ وًَّاَلَْبَُعَْدَ عََنَْ اَلَْخَُرََاَفََةٍ أمَسَّ مَِنَْ حََاَجََةٍ اَلَنَّخَبَةٍ اَلَْمَُخَْتََاَرََةٍ مَِنَْ كَبََاَرَ اَلَْعَُقَُوًّلَ وًَّتَُسََاَوًَّىَ ّاَلَنََّاَسَ تََسََاَوًِّيَاَ آلَِيَّاَ إِزََّاَءَ حََقََاَئَِقَ اَلَْكََوًّْنَ نَكَسَةٍ بَِهَُمَْ إِلََىَ ّحََاَلََةٍ مََنَْ أَحََوًَّاَلَ اَلَْجَمََاَدَ لا عََمََلَ فَِيَهََاَ لإجَْتَِهََاَدَ اَلَرَّوًّحَ وًَّلا لَِتََرَْبَِيََةٍ اَلََضََّمَِيَرَ أَمََّاَ أَنَْ تََتََبََدََّلَ اَلَْعََقََاَئَِدَ كَُلَُّ لََحَْظََةٍَ تََتََغََيََّر َفَِيَهََاَ مَُدَْرََكََاَتَ اَلَْعَُلَُوًّمَ وًَّاَلَْمََعَْرَِفََةٍ فََحََاَلََةٍ غََيَْرَ قََاَبَِلََةٍ لَِلَتََّصََوًُّّرَ جََمََاَعََةٍ , اللهم إلا إِذَاَ تََصََوًُّّرَنََاَ عَُقَُوًّلَهََاَ وًََّضََمََاَئَِرَهََاَ كََصََفَْحََاَتَ كَُتََّاَبَ تََنَْقََلَِبَ صََفَْحََةٍ بََعَْدََ صََفَْحََةٍ عََلََىَّ قَرََاَئَهََاَ فََكَُلَُّ اَلَصَُّوًَّرَ اَلَْمَُقَْتََرَِحََةٍ خََيََاَلَ سََقَِيَمَ لا يََسَْتََقَِيَمَ حََتََّىَّ مََعََ اَلَْخََيََاَلَ وينبغى مَِنَْ ثَُمََّ أَنَْ نََذْكَُر ـ فَيَمَاَ يَبَدَىَّ اَلأسَتَاَذ اَلَعَقَاَدَ ـ أُنََّ اَلَتََّعَْبَِيَرَُ اَلَرَمَزَّىَّ وًَّاَلَْعََقَِيَدََةٍَ الإيَمَاَنَيَةٍ لازَِّمََتََاَنَِِ مََنَْ لََوًَّاَزَِّمَ اَلَشَُّعَُوًّرَِ اَلَدَيَنَىَّ لا تََنَْفََصَِلانَِّ عََنَهَُ، وًَّلََاَ يََتََأَتََّىَّ لََنََاَ أَنَْ نََفَْهََمَ َظََوًَّاَهَِرَهَُ وًَّخََوًَّاَفَِيََهَُ مََاَ لََمَْ نََكَِنَْ عََلََىَّ اَِسَْتَِعَْدََاَدَ لَِتََفَْسَِيَرَِ هََذَاَ اَلَتََّعَْبَِيَرََ وًَّقََبَُوًّلَ ذَلَِكََ اَلإيَمََاَنََ.
وًَّاَلَتََّعَْبَِيَرَ اَلَرَمَزَّىَّ وًَّاَلَْعََقَِيَدََةٍ اَلإيَمَاَنَيَهَ لازَِّمََتََاَنَِِ مَِنَْ لََوًَّاَزَِّمَ تََكَْوًّيَنَ اَلَْإِنَْسََاَنَ فى مَُدَْرََكََاَتَ حَِسَّهَِ وًَّمَُدَْرََكََاَتَ نََفَْسَهَُ عََلََىَّ أَسََاَلَِيَبَهََاَ وًَّمَُعََاَرََِضَهََاَ , وًَّلََيَْسََ أَصَُدَُقَ عَِنَْدََ اَلإنَْسََاَنَ مَِنَْ إدراك اَلَْعَِيََاَنَ وًَّمَِنَْ أَمَْثَِلََةٍ اَلَْعََقَِيَدََةٍ الإيمانيه اَلَْمََلَْمَُوًّسََةٍ كَُلَُّ اَلأحَْيََاَء , مَُحَِبََّةٍ اَلَذَرَِّيََّةٍ وًَّهََىَّ مَُحَِبََّةٍ مَُشَْتََرَِكََةٍ بََيَْنَ اَلآبََاَء وًَّاَلأُمََّهََاَتَ وًَّفََّىَّ جََمَِيَعََ اَلأَحَْيََاَء وًَّلاَ بََقََاَء لأَنَْوًَّاَعَ اَلأَحَْيََاَء بَِغََيَْرََ هََذِهَِ اَلَْعََقَِيَدََةٍ .
فَإذاَ وًّجَبَ عَلَيَنَاَ أنَ نَقَبَلَ اَلَتَعَبَيَرَ اَلَرَمَزَّىَّ وًّاَلَعَقَيَدَةٍ اَلإيَمَاَنَيَةٍ فَىَّ مَدَرَكَاَتَ اَلَدَيَنَ ، فَإنَنَاَ لاَ نَتَرَخَصَ بَذلَكَ مَعَ اَلَدَيَنَ وًّحَدَهَ بَهَذهَ اَلَرَخَصَةٍ اَلَشَاَئَعَةٍ فَىَّ جَمَيَعَ مَدَرَكَاَتَنَاَ ، بَلَ نَحَنَ نَسَوًّىَّ بَيَنَ رَخَصَةٍ اَلَدَيَنَ وًّرَخَصَةٍ اَلَحَسَ وًّرَخَصَةٍ اَلَعَقَلَ فَىَّ هَذهَ اَلَلَغَةٍ اَلَحَيَوًّيَةٍ اَلَتَىَّ يَنَطَقَ بَهَاَ كَلَ حَىَّّ
فَإذاَ كَنَاَ فَىَّ كَلَ مَاَ نَاَقَشَنَاَهَ عَقَلَيَيَنَ وًّاَقَعَيَيَنَ ، فَلَمَاَذاَ لاَ نَحَتَكَمَ إلَىَّ اَلَعَقَلَ وًّاَلَوًّاَقَعَ فَىَّ مَسَألَةٍ اَلَدَيَنَ وًّمَاَذاَ لَوًّ أَضَفَنَاَ حَجَةٍ اَلَوًّاَقَعَ إلَىَّ حَجَةٍ اَلَعَقَلَ فَىَّ هَذهَ اَلَمَسَألَةٍ ؟ إنَ تَجَاَرَبَ اَلَتَاَرَيَخَ تَقَرَرَ لَنَاَ أصَاَلَةٍ اَلَدَيَنَ فَىَّ جَمَيَعَ حَرَكَاَتَ اَلَتَاَرَيَخَ اَلَكَبَرَىَّ ، وًّلاَ يَمَكَنَ لأحَدٍَ أنَ يَزَّعَمَ أنَ بَمَسَتَطَاَعَ اَلَفَرَد أوًّ بَمَسَتَطَاَعَ اَلَجَمَاَعَةٍ ـ اَلأسَتَغَنَاَء عَنَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلَدَيَنَيَةٍ فَىَّ سَرَيَرَتَهَ اَلَمَطَوًّيَةٍ وًّيَقَرَرَ لَنَاَ اَلَتَاَرَيَخَ أيََضًَاَ أنَهَ لَمَ يَكَنَ لأىَّ عَاَمَلَ مَنَ اَلَعَوًّاَمَلَ أثَرَ فَعَاَلَ فَىَّ اَلَحَرَكَاَتَ اَلإنَسَاَنَيَةٍ أقَوًّىَّ وًّأعَظَمَ مَنَ عَاَمَلَ اَلَدَيَنَ وًّبَأنَ قَوًّةٍ غَيَرَهَ مَنَ اَلَعَوًّاَمَلَ ـ إنَمَاَ تَتَفَاَوًّتَ بَمَقَدَاَرَ مَاَ بَيَنَهَ وًّبَيَنَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلَدَيَنَيَةٍ مَنَ اَلَمَشَاَبَهَةٍ فَىَّ اَلَتَمَكَنَ مَنَ أصَاَلَةٍ اَلَشَعَوًّرَ وًّبَوًّاَطَنَ اَلَسَرَيَرَةٍ.
وًّهَذهَ اَلَقَوًّةٍ ، قَوًّةٍ اَلَدَيَنَ ، لا تََضَاَرَعَهَاَ قَوًّةٍ اَلَعَصَبَيَةٍ وًّ لا قَوًّةٍ اَلَوًّطَنَيَةٍ وًّ لا َقَوًّةٍ اَلَعَرَفَ وًّ لا َقَوًّةٍ اَلَأخَلاَقَ وًّ لا قَوًّةٍ اَلَشَرَاَئَعَ وًّاَلَقَوًّاَنَيَنَ .
وًّمَنَ أدَلَةٍ اَلَوًّاَقَعَ عَلَىَّ أصَاَلَةٍ اَلَدَيَنَ ، فَيَمَاَ يَوًّرَدَ اَلأسَتَاَذ اَلَعَقَاَدَ ، أنَكَ تَلَمَسَ هَذهَ اَلأصَاَلَةٍ عَنَدَ اَلَمَقَاَبَلَةٍ بَيَنَ اَلَجَمَاَعَةٍ اَلَمَتَدَيَنَةٍ وًّاَلَجَمَاَعَةٍ اَلَغَيَرَ اَلَمَتَدَيَنَةٍ أوًّ اَلَتَىَّ لاَ دَيَنَ لَهَاَ أوًّ لاَ تَعَتَصَمَ مَنَ اَلَدَيَنَ بَرَكَنَ رَكَيَنَ ، وًّكَذلَكَ تَلَمَسَ هَذهَ اَلأصَاَلَةٍ عَنَدَ اَلَمَقَاَبَلَةٍ بَيَنَ فَرَدَ يَؤَمَنَ بَعَقَيَدَةٍ مَنَ اَلَعَقَاَئَدَ اَلَشَاَمَلَةٍ وًّآخَرَ مَعَطَلَ اَلََضَمَيَرَ مََضَطَرَبَ اَلَشَعَوًّرَ يَمََضَىَّ فَىَّ اَلَحَيَاَةٍ بَغَيَرَ مَحَوًّرَ يَلَوًّذ بَهَ وًّبَغَيَرَ رَجَاَء يَسَمَوًّ إلَيَهَ .
فَهَذاَ اَلَفَاَرَقَ ، سَوًّاَءاًَ بَيَنَ جَمَاَعَتَيَنَ أوًّ بَيَنَ فَرَدَيَنَ ، كَاَلَفَاَرَقَ بَيَنَ شَجَرَةٍ لَهَاَ جَذوًّرَ راَسَخَةٍ فَىَّ مَنَبَتَهَاَ وًّشَجَرَةٍ مَجَتَثَةٍ مَنَ أصَوًّلَهَاَ.
وًّيَخَتَمَ اَلَأسَتَاَذ اَلَعَقَاَدَ هَذهَ اَلاَفَتَتَاَحَيَةٍ ، بَأنَ غَرََضَهَ مَنَ مَنَاَقَشَتَهَ اَلَوًّجَيَزَّةٍ لَشَبَهَاَتَ اَلَمَتَرَدَدَيَنَ وًّاَلَمَعَطَلَيَنَ ، لَيَسَ حَسَمَ اَلَخَلاَفَ أوًّ بَلَوًّغَ نَهَاَيَةٍ اَلَمَطَاَفَ ، وًّلَكَنَ تَوًّطَئَةٍ لَلإبَاَنَةٍ عَنَ مَوًّاَطَنَ اَلََضَعَفَ وًّاَلَتَهَاَفَتَ فَىَّ تَلَكَ اَلَشَبَهَاَتَ اَلَتَىَّ يَعَلَمَ سَلَفًَاَ أنَهَاَ أَضَعَفَ مَنَ أنَ تَقَتَلَعَ أصَوًّلَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلَدَيَنَيَةٍ مَنَ اَلَطَبَيَعَةٍ اَلإنَسَاَنَيَةٍ .
فَهَذاَ اَلَفَاَرَقَ ، سَوًّاَءاًَ بَيَنَ جَمَاَعَتَيَنَ أوًّ بَيَنَ فَرَدَيَنَ ، كَاَلَفَاَرَقَ بَيَنَ شَجَرَةٍ لَهَاَ جَذوًّرَ راَسَخَةٍ فَىَّ مَنَبَتَهَاَ وًّشَجَرَةٍ مَجَتَثَةٍ مَنَ أصَوًّلَهَاَ.
وًّيَخَتَمَ اَلَأسَتَاَذ اَلَعَقَاَدَ هَذهَ اَلاَفَتَتَاَحَيَةٍ ، بَأنَ غَرََضَهَ مَنَ مَنَاَقَشَتَهَ اَلَوًّجَيَزَّةٍ لَشَبَهَاَتَ اَلَمَتَرَدَدَيَنَ وًّاَلَمَعَطَلَيَنَ ، لَيَسَ حَسَمَ اَلَخَلاَفَ أوًّ بَلَوًّغَ نَهَاَيَةٍ اَلَمَطَاَفَ ، وًّلَكَنَ تَوًّطَئَةٍ لَلإبَاَنَةٍ عَنَ مَوًّاَطَنَ اَلََضَعَفَ وًّاَلَتَهَاَفَتَ فَىَّ تَلَكَ اَلَشَبَهَاَتَ اَلَتَىَّ يَعَلَمَ سَلَفًَاَ أنَهَاَ أَضَعَفَ مَنَ أنَ تَقَتَلَعَ أصَوًّلَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلَدَيَنَيَةٍ مَنَ اَلَطَبَيَعَةٍ اَلإنَسَاَنَيَةٍ .
وًّظَاَهَرَ مَنَ سَيَاَقَ اَلَكَلاَمَ عَنَ اَلَدَيَنَ فَىَّ هَذهَ اَلاَفَتَتَاَحَيَةٍ أنَهَ يَعَنَىَّ بَهَ فَيَمَاَ يَقَوًّلَ ـ اَلَتَدَيَنَ عَلَىَّ إطَلاَقَهَ ، وًّيَرَيَدَ أنَ يَدَلَ عَلَىَّ أصَاَلَتَهَ فَىَّ حَيَاَةٍ اَلَفَرَدَ وًّحَيَاَةٍ اَلأمَةٍ ، وًّأنَهَ مَتَىَّ عَرَفَنَاَ هَذهَ اَلأصَاَلَةٍ اَلَمَتَجَذرَةٍ مَنَ آلاَفَ اَلَسَنَيَنَ ، فَلَيَسَ هَنَاَكَ مَاَ يَمَنَعَ بَعَدَ ذلَكَ مَنَ اَلَنَظَرَ فَىَّ اَلَدَيَاَنَاَتَ اَلَتَىَّ آمَنَ بَهَاَ اَلَبَشَرَ قَدَيَمًَاَ وًّحَدَيَثًَاَ ، لَنَرَىَّ أيَهَاَ أفََضَلَ وًّأقَرَبَ إلَىَّ عَقَيَدَةٍ اَلَكَمَاَلَ .
ثَمَ يَتَحَدَثَ اَلَعَقَاَدَ عَنَ شَمَوًّلَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلَإسَلاَمَيَةٍ وًّيَقَوًّلَ أنَ اَلَشَمَوًّلَ صَفَةٍ اَمَتَاَزَّتَ بَهَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلإسَلاَمَيَةٍ وًّهَىَّ صَفَةٍ خَفَيَةٍ يَحَتَاَجَ اَسَتَظَهَاَرَهَاَ إلَىَّ بَحَثَ عَوًّيَصَ ، وًّإنَمَاَ هَىَّ مَنَ حَقَاَئَقَ اَلَدَيَاَنَةٍ اَلَتَىَّ تَكَفَىَّ اَلَدَرَاَسَةٍ اَلَوًّاَفَيَةٍ اَلَمَقَاَرَنَةٍ لَلإلَمَاَمَ بَهَاَ وًّبَأوًّجَهَ تَمَاَيَزَّهَاَ عَنَ بَاَقَىَّ اَلَدَيَاَنَاَتَ خَاَصَةٍ فَىَّ شَعَاَئَرَهَاَ وًّمَرَاَسَمَهَاَ اَلَتَىَّ يَتَلاَقَىَّ عَلَيَهَاَ اَلَمَؤَمَنَوًّنَ فَىَّ بَيَئَاَتَهَمَ اَلاَجَتَمَاَعَيَةٍ .
وًّاَلإسَلاَمَ إخَتَلَفَ ـ بَشَمَوًّلَ عَقَيَدَتَهَ ـ عَنَ دَيَاَنَاَتَ اَرَتَبَطَتَ بَاَلَمَعَبَدَ وًّاَلَكَاَهَنَ وًّاَلأيَقَوًّنَةٍ فَلَمَ يَرَتَبَطَ اَلإسَلاَمَ بَشَىَّء مَنَ ذلَكَ ، وًّسَنَ قَاَعَدَةٍ تَصَلَ اَلَإنَسَاَنَ بَرَبَهَ بَلاَ وًّسَيَطَ وًّلاَ وًّسَاَطَةٍ (فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) "البقره : 115 " ,
وًّاَلإسَلاَمَ إخَتَلَفَ ـ بَشَمَوًّلَ عَقَيَدَتَهَ ـ عَنَ دَيَاَنَاَتَ اَرَتَبَطَتَ بَاَلَمَعَبَدَ وًّاَلَكَاَهَنَ وًّاَلأيَقَوًّنَةٍ فَلَمَ يَرَتَبَطَ اَلإسَلاَمَ بَشَىَّء مَنَ ذلَكَ ، وًّسَنَ قَاَعَدَةٍ تَصَلَ اَلَإنَسَاَنَ بَرَبَهَ بَلاَ وًّسَيَطَ وًّلاَ وًّسَاَطَةٍ (فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) "البقره : 115 " ,
وًّاَلَمَسَلَمَ لاَ يَذهَبَ إلَىَّ اَلَحَجَ لَيَغَتَنَمَ مَنَ أحَدَ بَرَكَةٍ أوًّ نَعَمَةٍ وًّلَكَنَهَ يَذهَبَ إلَيَهَ كَمَاَ يَذهَبَ اَلألَوًّفَ لَيَتَجَهَوًّاَ جَمَيَعًَاَ إلَىَّ اَلَلَهَ فَىَّ شَعَاَئَرَ اَلَحَجَ عَلَىَّ سَنَةٍ اَلَمَسَاَوًّاَةٍ دَوًّنَ مَاَ حَاَجَةٍ إلَىَّ كَاَهَنَ أوًّ كَهَاَنَةٍ .. بَلَ وًّلاَ تَفَرََضَ عَلَيَهَ شَعَاَئَرَ اَلَحَجَ زَّيَاَرَةٍ قَبَرَ اَلَرَسَوًّلَ ـ وًّإنَمَاَ هَىَّ زَّيَاَرَةٍ تَحَيَةٍ لَمَحَبَوًّبَ ، وًّلَيَسَتَ مَنَ مَنَاَسَكَ اَلَحَجَ وًّلاَ يَتَلَقَىَّ اَلَمَسَلَمَ إسَلاَمَهَ عَنَ وًّصَىَّ يَتَكَفَلَ بَهَ ، وًّكَلَ اَلَمَسَلَمَيَنَ فَقَرَاَء إلَىَّ اَلَلَهَ ، وًّكَلَهَمَ لاَ فََضَلَ لَوًّاَحَدَ مَنَهَمَ عَلَىَّ سَاَئَرَهَمَ إلاََّ بَاَلَتَقَوًّىَّ ، وًّكَلَهَمَ فَىَّ اَلَمَسَجَدَ سَوًّاَء ، فَإنَ لَمَ يَجَدَوًّاَ مَسَجَدًَاَ فَمَسَجَدَهَمَ كَلَ مَكَاَنَ فَوًّقَ اَلأرََضَ وًّتَحَتَ اَلَسَمَاَء وَعَقِيدَةُ الإِسْلامِ تَوْحُدُ الإِنْسانَ وَتُجْعَلُهُ كلاًّ مَعْنِيًّا بِدُنْياِهِ وَآخِرَتَهُ ، وَلا تَذْهَبُ بِهِ إِلَى فُصامٍ لا تَسْتَرِيحَ إِلَيه سَرِيرَتَهُ .. وَمِنْ هُنَا لَمْ يَذْهَبْ الإِسْلامُ مُذَهَّبُ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ مَا للَهُ وَمَا لِقَيْصَرٍ ، لأَنَّ الأَمْرَ فى الإِسْلامَ كُلُّه لله ( بَلْ لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا )..« وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ». « رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُم تَعْقِلُونَ ».
وَقَدْ أُبَتْ عَقِيدَةَ الإِسْلامِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُطِيعَ الْحاكِمُ بِجُزْءٍ مِنْه وَيُطِيعَ اللهُ بِغَيْرَه ، وَأَبُتُّ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تُعْطَى بَدَنَهَا فى الزَّواجَ لِزَوْجِهَا وَتَنْأَى عَنْه بِرَوْحِهَا فى سَرِيرَتَهَا ، وَأَبُتُّ عَلَى الإِنْسانِ جُمْلَةً أَنْ يَسْتَرِيحَ إِلَى « الْفُصامُ الوجدانى » وَيَحْسَبُهُ حلاًّ لِمُشَكَّلَةِ الْحُكْمِ وَالطَّاعَةَ قَابِلا لِلدَّوامِ .
وينبغى أَنْ نُفَرِّقَ فِيمَا يُنَبِّهَ الْأُسْتَاذُ الْعقادُ بَيْنَ الإعتراف بِحُقوقِ الْجَسَدِ وَإِنْكارُ حُقوقِ الرَّوْحِ ، فَإِنَّ الإعتراف بِحُقوقِ الْجَسَدِ لا يَسْتَلْزِمُ إِنْكارُ الرُّوحَانِيَّةِ وَلا الْحَدُّ مِنْ سُبُحَاتِهَا التى اُشْتُهِرْتِ بَاسِمَ التَّصَوُّفِ ، إِذْ لا يُوصَفُ بِالشُّمُولِ دَيْنُ يُنْكَرُ الْجَسَدُ وَلا يُنْكِرْ الرَّوْحُ ، وَقَدْ أُشَارُ الْقُرْآنَ الْمَجِيدَ إِلَى الْفَارِقِ بَيْنَ عَالَمِ الظّاهِرِ وَعَالَمُ الْباطِنِ فى قِصَّةُ الْخَضِرِ وَمُوسى عَلَيهُمَا السّلامَ وَذُكِرَ تَسْبِيحٌ جَمِيعَ الْمَوْجُودَاتِ مَا كَانَتْ لَهُ حَيَاةُ نَاطِقَةٌ وَمَا لَمْ تَكُنْ لَهُ حَيَاةَ ..
» وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِنْ لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ« ( الإسراء : 44 ) .
وَحَسْبَ الْمَرْءِ أَنْ يَرْضَى مُطَالِبُهُ الرُّوحِيَّةِ وَلا يُخَالِفُ عَقَائِدُ دِينِهِ لِيَوْصُفُ ذَلِكَ الدِّينِ بِالشُّمُولِ وَيَبْرَأُ مِنْ دَاءِ الْفُصامِ ، كَذَلِكَ يُخَاطِبُ الإِسْلامُ الْعَقْلَ ، وَلا يَقْصُرُ خِطَابُهُ عَلَى الضَّمِيرِ أَوْ الْوِجْدَانَ .. وَيَجْعَلُ التَّفْكِيرُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْهِدَايَةِ التى يَتَحَقَّقُ بِهَا الإيمَانَ " قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا "( سبأ : 46 ) " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ "( الْبَقَرَةُ 216 ) .
وَمَعَ الشُّمُولِ فى مُخَاطَبَةُ الإِنْسانِ رَوْحًا وَجَسَدًا ، وَعَقْلا وَضَمِيرًا ، بَدَا الشُّمُولُ وَأَثِرُهُ فى اِعْتِدالُ عَقِيدَةِ الْمُسْلِمِ بَيْنَ الإيمَانِ بِالْقَدْرِ ، وَالإيمَانُ بِالتَّبِعَةِ وَالْحَرِيَّةِ الإِنْسانِيَّةِ ، فَمِنْ عَقِيدَةِ الْمُسْلِمِ فى دِينَهُ "إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ"( نَوْحٌ : 4 )، "وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُّعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ "( فَاطِرٌ : 11 )، " وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلاً "( آلَ عُمْرَانٌ : 145 ) ، " وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا " ( الْأحْزَابُ
:3 ). وَمِنْ عَقَائِدِ دِينِهِ أيضًا أَنَّ أَمْرَهُ موكول إِلَى عَمَلِهِ " إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "( الرَّعْدُ : 11 )، " وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأهْلُهَا مُصْلِحُونً "( هَوَّدَ :117 )،( وَمَا أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيُكُمْ ) " الشُّورَى : 30 "َ.
ولَيْسَ فى الإِسْلامَ خَطِيئَةُ مَوْرُوثَةٌ بِخَطَأِ آخِرِ وَلا تَحْتَاجُ تَوْبَةَ التَّائِبِ إِلَى كَفَّارَةٍ مِنْ غَيْرَه وَأَمَرَ الْمُسْلِمُ مَوْقُوفٌ عَلَيه وَعَلَى عَمَلِهِ : " وَقُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ "( التَّوْبَةُ : 105 ). وَمِنْ شُمُولِ الْعَقِيدَةِ الإِسْلامِيَّةِ أَنَّهَا تَخَاطُبُ الْكَافَّةِ ، لا أُمَّةٌ دُونَ أُمَمٍ ، وَلا قَوْمًا دُونَ آخرين ، وَلا بَلَدًا دُونَ بِلادٍ ، وَتُخَاطِبُ النَّفْسَ الإِنْسانِيَّةَ بِجُمْلَتِهَا مِنْ عَقْلٍ وَروحً وَضَمِيرً " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشيرًا وَنَذِيرًا "( سبأ : 28 )، " قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَِّي رَسُولٌ اللّهِ إِلَيكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَــاواتِ وَالْأرْضِ " ( الأَعْرَافُ : 158 )، " قُولُوا آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَينَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبً وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِي مُوسى وَعِيسَى وَمَا أُوتِي النَّبِيُّونَ مِنْ رَّبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونً "( الْبَقَرَةُ : 136 )،" إِنَّ الَّذِينً آمَنُواْ وَالَّذِينً هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحَا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيهُمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "( المائده : 69 ) ، " يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " ( الْحُجْرََاتُ : 13 ). ولا إيثار فى الاسلام لطبقة ولا لفئة ولا للون ولا لجنس وكل بحسب عمله .
ولا يذكر القرآن الضعف إلا ليذكر الضعيف بأنه أهل للمعرفةf الله إذا جاهد وصبر وأنِف أن يُسخِّر لُبه وقلبه للمستكبرين، وإلا فإنه لمن المجرمين: ﴿يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَۖلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ(، (سبأ 31:32) ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأرَْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأرَْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾(القصص 5-6)
وما من ضعيف هو ضعيف إذا صبر على البلاء، فإذا عرف الصبر عليه فإنه لأقوى من العُصْبة الأشداء: ﴿الْآنَ خَفَّفَ للهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ للهِ وَللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: ٦٦)
فما كان الإله الذي يدين به المسلم إله ضعفاء أو إله أقوياء، ولكنه إله مَن يعمل ويصبر ويستحق العون بفضل فيه، جزاؤه أن يكون مع الله، والله مع الصابرين.
وَمِنْ هُنَا يُقَسِّمُ الْعَقَّادُ كُتَّابُهُ إِلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ – وَهَى :-
1. الْعَقَائِدُ ( الْعَقِيدَةُ الالهية - النُّبُوَّةُ - الانسان - الشَّيْطَانُ - الْعِبَادََاتُ ).
2. الْمُعَامَلاتُ .
3. الْحُقوقُ ( الْحُرِّيَّةُ الاسلامية - الأُمَّةُ - الأُسْرَةُ - زَواجُ النَّبِيِّ - الطَّبَقَةُ - الرِّقُّ - حُقوقُ الْحَرْبِ - حَقَّ الامام ) .
4. الاخلاق و الآدابَ
وَقَدْ أُبَتْ عَقِيدَةَ الإِسْلامِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُطِيعَ الْحاكِمُ بِجُزْءٍ مِنْه وَيُطِيعَ اللهُ بِغَيْرَه ، وَأَبُتُّ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تُعْطَى بَدَنَهَا فى الزَّواجَ لِزَوْجِهَا وَتَنْأَى عَنْه بِرَوْحِهَا فى سَرِيرَتَهَا ، وَأَبُتُّ عَلَى الإِنْسانِ جُمْلَةً أَنْ يَسْتَرِيحَ إِلَى « الْفُصامُ الوجدانى » وَيَحْسَبُهُ حلاًّ لِمُشَكَّلَةِ الْحُكْمِ وَالطَّاعَةَ قَابِلا لِلدَّوامِ .
وينبغى أَنْ نُفَرِّقَ فِيمَا يُنَبِّهَ الْأُسْتَاذُ الْعقادُ بَيْنَ الإعتراف بِحُقوقِ الْجَسَدِ وَإِنْكارُ حُقوقِ الرَّوْحِ ، فَإِنَّ الإعتراف بِحُقوقِ الْجَسَدِ لا يَسْتَلْزِمُ إِنْكارُ الرُّوحَانِيَّةِ وَلا الْحَدُّ مِنْ سُبُحَاتِهَا التى اُشْتُهِرْتِ بَاسِمَ التَّصَوُّفِ ، إِذْ لا يُوصَفُ بِالشُّمُولِ دَيْنُ يُنْكَرُ الْجَسَدُ وَلا يُنْكِرْ الرَّوْحُ ، وَقَدْ أُشَارُ الْقُرْآنَ الْمَجِيدَ إِلَى الْفَارِقِ بَيْنَ عَالَمِ الظّاهِرِ وَعَالَمُ الْباطِنِ فى قِصَّةُ الْخَضِرِ وَمُوسى عَلَيهُمَا السّلامَ وَذُكِرَ تَسْبِيحٌ جَمِيعَ الْمَوْجُودَاتِ مَا كَانَتْ لَهُ حَيَاةُ نَاطِقَةٌ وَمَا لَمْ تَكُنْ لَهُ حَيَاةَ ..
» وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِنْ لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ« ( الإسراء : 44 ) .
وَحَسْبَ الْمَرْءِ أَنْ يَرْضَى مُطَالِبُهُ الرُّوحِيَّةِ وَلا يُخَالِفُ عَقَائِدُ دِينِهِ لِيَوْصُفُ ذَلِكَ الدِّينِ بِالشُّمُولِ وَيَبْرَأُ مِنْ دَاءِ الْفُصامِ ، كَذَلِكَ يُخَاطِبُ الإِسْلامُ الْعَقْلَ ، وَلا يَقْصُرُ خِطَابُهُ عَلَى الضَّمِيرِ أَوْ الْوِجْدَانَ .. وَيَجْعَلُ التَّفْكِيرُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْهِدَايَةِ التى يَتَحَقَّقُ بِهَا الإيمَانَ " قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا "( سبأ : 46 ) " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ "( الْبَقَرَةُ 216 ) .
وَمَعَ الشُّمُولِ فى مُخَاطَبَةُ الإِنْسانِ رَوْحًا وَجَسَدًا ، وَعَقْلا وَضَمِيرًا ، بَدَا الشُّمُولُ وَأَثِرُهُ فى اِعْتِدالُ عَقِيدَةِ الْمُسْلِمِ بَيْنَ الإيمَانِ بِالْقَدْرِ ، وَالإيمَانُ بِالتَّبِعَةِ وَالْحَرِيَّةِ الإِنْسانِيَّةِ ، فَمِنْ عَقِيدَةِ الْمُسْلِمِ فى دِينَهُ "إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ"( نَوْحٌ : 4 )، "وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُّعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ "( فَاطِرٌ : 11 )، " وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلاً "( آلَ عُمْرَانٌ : 145 ) ، " وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا " ( الْأحْزَابُ

ولَيْسَ فى الإِسْلامَ خَطِيئَةُ مَوْرُوثَةٌ بِخَطَأِ آخِرِ وَلا تَحْتَاجُ تَوْبَةَ التَّائِبِ إِلَى كَفَّارَةٍ مِنْ غَيْرَه وَأَمَرَ الْمُسْلِمُ مَوْقُوفٌ عَلَيه وَعَلَى عَمَلِهِ : " وَقُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ "( التَّوْبَةُ : 105 ). وَمِنْ شُمُولِ الْعَقِيدَةِ الإِسْلامِيَّةِ أَنَّهَا تَخَاطُبُ الْكَافَّةِ ، لا أُمَّةٌ دُونَ أُمَمٍ ، وَلا قَوْمًا دُونَ آخرين ، وَلا بَلَدًا دُونَ بِلادٍ ، وَتُخَاطِبُ النَّفْسَ الإِنْسانِيَّةَ بِجُمْلَتِهَا مِنْ عَقْلٍ وَروحً وَضَمِيرً " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشيرًا وَنَذِيرًا "( سبأ : 28 )، " قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَِّي رَسُولٌ اللّهِ إِلَيكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَــاواتِ وَالْأرْضِ " ( الأَعْرَافُ : 158 )، " قُولُوا آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَينَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبً وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِي مُوسى وَعِيسَى وَمَا أُوتِي النَّبِيُّونَ مِنْ رَّبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونً "( الْبَقَرَةُ : 136 )،" إِنَّ الَّذِينً آمَنُواْ وَالَّذِينً هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحَا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيهُمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "( المائده : 69 ) ، " يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " ( الْحُجْرََاتُ : 13 ). ولا إيثار فى الاسلام لطبقة ولا لفئة ولا للون ولا لجنس وكل بحسب عمله .
ولا يذكر القرآن الضعف إلا ليذكر الضعيف بأنه أهل للمعرفةf الله إذا جاهد وصبر وأنِف أن يُسخِّر لُبه وقلبه للمستكبرين، وإلا فإنه لمن المجرمين: ﴿يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَۖلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ(، (سبأ 31:32) ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأرَْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأرَْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾(القصص 5-6)
وما من ضعيف هو ضعيف إذا صبر على البلاء، فإذا عرف الصبر عليه فإنه لأقوى من العُصْبة الأشداء: ﴿الْآنَ خَفَّفَ للهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ للهِ وَللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: ٦٦)
فما كان الإله الذي يدين به المسلم إله ضعفاء أو إله أقوياء، ولكنه إله مَن يعمل ويصبر ويستحق العون بفضل فيه، جزاؤه أن يكون مع الله، والله مع الصابرين.
وَمِنْ هُنَا يُقَسِّمُ الْعَقَّادُ كُتَّابُهُ إِلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ – وَهَى :-
1. الْعَقَائِدُ ( الْعَقِيدَةُ الالهية - النُّبُوَّةُ - الانسان - الشَّيْطَانُ - الْعِبَادََاتُ ).
2. الْمُعَامَلاتُ .
3. الْحُقوقُ ( الْحُرِّيَّةُ الاسلامية - الأُمَّةُ - الأُسْرَةُ - زَواجُ النَّبِيِّ - الطَّبَقَةُ - الرِّقُّ - حُقوقُ الْحَرْبِ - حَقَّ الامام ) .
4. الاخلاق و الآدابَ
أَمَّا عَنِ الْفَصْلُ الأَوَّلُ يَتَحَدَّثُ الْعَقَاد عَنِ الْعَقَائِدِ فى الإِسْلامَ ، وَيَبْدَأُ حَديثُهُ بِالْعَقِيدَةِ الإلَهِيَّةِ وَيَقُولُ أَنَّ الْعَقِيدَةَ فى الإلَهَ رَأْسٌ كُلُّ الْعَقَائِدِ الدِّينِيَّةِ ، وَقَدْ كَانَ النَّظَرُ فى صِفََاتٍ اللَّهِ مَجَالا لِتُنَافِسُ أكْبَرَ الْعُقُولِ مِنْ أَصْحَابِ الْفَلْسَفَةِ الْفِكْرِيَّةَ ، وَمِنْ دُعَاةٍ وَأَصْحَابُ الْحِكْمَةِ الدِّينِيَّةِ وَلَكِنَّ الإِسْلامَ جَاءَ مِنْ جَوْفِ الصَّحْرَاءِ بِأسمى عَقِيدَةٍ فى الإلَهُ الْوَاحِدُ رَبِّ الْعَالَمِينَ صُحِحْتِ كُلُّ مَا شَابُّ فَلْسَفََاتِ السَّابِقِينَ مِنْ أَفْكَارٍ .ثُمَّ يَتَحَدَّث العَقّاد عَنَّ عَقِيدَة الفَلاسِفَة فِي اللّٰه وَأُشَهِّرهُم ( أَرِسْطُو ، وَأَفْلاطُون ) وَيَقُول إِنَّ مُذَهَّب أَرِسْطُو فِي الإِلٰه إِنَّهُ كائِن أَزَلِيّ مُطْلَق الكَمال لا أُوَل لَهُ وَلا آخَر ، وَلا عَمَل لَهُ وَلا إِدارَة ، وَاللّٰه غِنَى عَنَّ كُلّ طَلَب وَلا يُناسِب الإِلٰه فِي نَظَرهُ إِنَّ يَبْتَدِئ العَمَل فِي زَمان ، لأَنْه أَبْدَى سَرْمَدِيّ لا يُطْرَأ عَلِيّهُ طارِئ أُو يَسْتَجْد عَلِيّهُ جَدِيد يَدَعُوهُ إِلَى عَمَل ، إِذَن ، هُوَ كَمال مُطْلَق لا يَعْمَل ، وَلا يُرِيد أُو هُوَ كَمال مُطْلَق يُوَشّكَ إِنَّ يُكَوِّن هُوَ وَالعَدَم المُطْلَق عَلِيّ حَدَّ ســواء
فمن ذلك أنه ينكر صفة الوحدانية ليقول بصفة الأحدية، ويقول »ان الواحد غير الأحد؛ لأن الواحد قد يدخل في عداد الاثنين والثلاثة والعشرة، ولا يكون الأحد إلا مفردًا بغير تكــــــرار
وَالسُؤال : هَل أَسْتَطاع أَرِسْطُو بِتَجْرِيدهُ الفَلْسَفِيّ إِنَّ يَسْمُو بِالكَمال الأَعْلَى فَوْقُ مَرْتَبتهُ الَّتِي يَسْتَلْهِمها المُسَلَّم مَن عَقِيدَة الإِسْلام ؟ يَأْتِي الجَواب بِالنَفْي اليَقِينِيّ ، فَإِنَّ اللّٰه فِي الإِسْلام إِلٰه صَمَد لا أُوَل بِهِ وَلا آخَر ، وَلَهُ المَثَل الأَعْلَى . فَلِيس كَمِثْلهُ شَئْ ، وَهُوَ ـ سُبْحانهُ ـ مُحِيط بِكُلّ شَئْ وَفَلْسَفَة الدِين هُنا أَصِحّ مَن فَلْسَفَة الفَلاسِفَة إِذا قَيَّستِ بِالمِقْياس الفَلْسَفِيّ الصَحِيح ، فَصِفات الإِلٰه الَّتِي تَعَدَّدَت فِي عَقِيدَة الإِسْلام ، زادَت فَنَفَت النَقائِص الَّتِي لا تَجَوَّزَ نِسْبتها إِلَى اللّٰه ، فَإِيمان المُسَلَّم بِأَنَّ اللّٰه عَلِيم قَدِير فَعالَ لَمّا يُرِيد كَرِيم رَحِيم ، يَنِزّهُ الإِلٰه عَنَّ نَقائِص الجَهْل وَالجَحْد وَالغَشْم الَّتِي وَقَّعَ فِيها المُتَفَلْسِفُونَ . فَاللّٰه ـ تَعالَى ـ الكامِل المُنَزَّه عَنَّ جَمِيع النَقائِص ، قادِر بِمُقْتَضَى قَدَّرتِهُ إِنَّ يَعْمَل وَيُخْلَق وَيُرِيد لَخَلَقهُ ما يَشاء ، وَمُقْتَضَى عَمِلَهُ وَخَلَقَهُ إِنَّهُ مُنَزَّه عَنَّ تَلّكِ « العُزْلَة السَعِيدَة » الَّتِي تَوَهُّمها أَرِسْطُو مُخْطِئا فِي التَجْرِيد وَالتَنْزِيه .
والإله عِنْدَ أرسطو لا يَعْقِلْ إلا ذاته ، وَلا يَعْقِلْ مَا دونُهَا ، وَلا إِرَادَةً لَهُ لأَنَّ الإِرَادَةَ فِي رَأْيِهِ طَلَبٍ والله كَمَالً لا يَطْلُبْ شِيئَا .. وَلا شئ فِي عَقِيدَةِ الإِسْلامِ عَنْ هذَا الطَّلَبُ أَلذى تُوَهِّمُهُ أرسطو وَبَنَى عَلَيه ، فَإِنَّمَا أَمَرَهُ سُبْحَانَه إِذَا أُرَادُّ شِيئَا إِنَّ يُقَوِّلْ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( وَإِذَا قَضَى أَمْرَا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )" الْبَقَرَةُ : 117 "،( إِنَّمَا قَوْلَنَا لِشِيءَ إِذَا أَرَدْنَاهُ إِنَّ نُقُولً لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )" النَّحْلُ : 40 "، ( سُبْحَانَه إِذَا قَضَى أَمْرَا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) "مَرْيَمٌ : 35 " وَعِنْدَ أرسطو إِنَّ الإله لا يَعْقِلْ مَا دُونَ ذاته ، وَيَجِلُّهُ عَنْ عِلْمِ الْكُلِّيََّاتِ والجزيئات لأَنَّه يَحْسَبُهَا - أَيٌّ أرسطو - مِنْ عِلْمِ الْعُقُولِ الْبَشَرِيَّةِ ، وَلِّكَنَّ الله فِي عَقِيدَةِ الإِسْلامِ عَالَمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةَ ( وَمَا يَعْزِبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ )" يُونِسٌ : 61 " ، ( وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقُ عَلِيمٌ )" يس : 79 "،( وَمَا كَنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينً )" الْمُؤْمِنُونَ : 17 " ( وُسْعُ رَبِّنَا كُلُّ شَيْءٍ عِلْمًا )" الأَعْرَافُ : 89 "،( ألا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرَ )" الْأَعْرَافُ : 54 " ( عَلِيمٌ بِذَاتٌ الصُّدُورِ )" فَأُطُرٌ : 38 ". وَهُوَ سُبْحَانَه وَتَعَالَى مُرِيدُ وَفَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ " إلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٍ لِمَا يُرِيدُ "( هُودٌ : 107 ) ، وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدً الله مغلولَةً غُلَّتْ أَيْدِيُهُمْ وَلََعَنَوْا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانٍِ "( الْمَائِدَةُ : 64 ) .
فمن ذلك أنه ينكر صفة الوحدانية ليقول بصفة الأحدية، ويقول »ان الواحد غير الأحد؛ لأن الواحد قد يدخل في عداد الاثنين والثلاثة والعشرة، ولا يكون الأحد إلا مفردًا بغير تكــــــرار
وَالسُؤال : هَل أَسْتَطاع أَرِسْطُو بِتَجْرِيدهُ الفَلْسَفِيّ إِنَّ يَسْمُو بِالكَمال الأَعْلَى فَوْقُ مَرْتَبتهُ الَّتِي يَسْتَلْهِمها المُسَلَّم مَن عَقِيدَة الإِسْلام ؟ يَأْتِي الجَواب بِالنَفْي اليَقِينِيّ ، فَإِنَّ اللّٰه فِي الإِسْلام إِلٰه صَمَد لا أُوَل بِهِ وَلا آخَر ، وَلَهُ المَثَل الأَعْلَى . فَلِيس كَمِثْلهُ شَئْ ، وَهُوَ ـ سُبْحانهُ ـ مُحِيط بِكُلّ شَئْ وَفَلْسَفَة الدِين هُنا أَصِحّ مَن فَلْسَفَة الفَلاسِفَة إِذا قَيَّستِ بِالمِقْياس الفَلْسَفِيّ الصَحِيح ، فَصِفات الإِلٰه الَّتِي تَعَدَّدَت فِي عَقِيدَة الإِسْلام ، زادَت فَنَفَت النَقائِص الَّتِي لا تَجَوَّزَ نِسْبتها إِلَى اللّٰه ، فَإِيمان المُسَلَّم بِأَنَّ اللّٰه عَلِيم قَدِير فَعالَ لَمّا يُرِيد كَرِيم رَحِيم ، يَنِزّهُ الإِلٰه عَنَّ نَقائِص الجَهْل وَالجَحْد وَالغَشْم الَّتِي وَقَّعَ فِيها المُتَفَلْسِفُونَ . فَاللّٰه ـ تَعالَى ـ الكامِل المُنَزَّه عَنَّ جَمِيع النَقائِص ، قادِر بِمُقْتَضَى قَدَّرتِهُ إِنَّ يَعْمَل وَيُخْلَق وَيُرِيد لَخَلَقهُ ما يَشاء ، وَمُقْتَضَى عَمِلَهُ وَخَلَقَهُ إِنَّهُ مُنَزَّه عَنَّ تَلّكِ « العُزْلَة السَعِيدَة » الَّتِي تَوَهُّمها أَرِسْطُو مُخْطِئا فِي التَجْرِيد وَالتَنْزِيه .
والإله عِنْدَ أرسطو لا يَعْقِلْ إلا ذاته ، وَلا يَعْقِلْ مَا دونُهَا ، وَلا إِرَادَةً لَهُ لأَنَّ الإِرَادَةَ فِي رَأْيِهِ طَلَبٍ والله كَمَالً لا يَطْلُبْ شِيئَا .. وَلا شئ فِي عَقِيدَةِ الإِسْلامِ عَنْ هذَا الطَّلَبُ أَلذى تُوَهِّمُهُ أرسطو وَبَنَى عَلَيه ، فَإِنَّمَا أَمَرَهُ سُبْحَانَه إِذَا أُرَادُّ شِيئَا إِنَّ يُقَوِّلْ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( وَإِذَا قَضَى أَمْرَا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )" الْبَقَرَةُ : 117 "،( إِنَّمَا قَوْلَنَا لِشِيءَ إِذَا أَرَدْنَاهُ إِنَّ نُقُولً لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )" النَّحْلُ : 40 "، ( سُبْحَانَه إِذَا قَضَى أَمْرَا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) "مَرْيَمٌ : 35 " وَعِنْدَ أرسطو إِنَّ الإله لا يَعْقِلْ مَا دُونَ ذاته ، وَيَجِلُّهُ عَنْ عِلْمِ الْكُلِّيََّاتِ والجزيئات لأَنَّه يَحْسَبُهَا - أَيٌّ أرسطو - مِنْ عِلْمِ الْعُقُولِ الْبَشَرِيَّةِ ، وَلِّكَنَّ الله فِي عَقِيدَةِ الإِسْلامِ عَالَمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةَ ( وَمَا يَعْزِبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ )" يُونِسٌ : 61 " ، ( وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقُ عَلِيمٌ )" يس : 79 "،( وَمَا كَنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينً )" الْمُؤْمِنُونَ : 17 " ( وُسْعُ رَبِّنَا كُلُّ شَيْءٍ عِلْمًا )" الأَعْرَافُ : 89 "،( ألا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرَ )" الْأَعْرَافُ : 54 " ( عَلِيمٌ بِذَاتٌ الصُّدُورِ )" فَأُطُرٌ : 38 ". وَهُوَ سُبْحَانَه وَتَعَالَى مُرِيدُ وَفَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ " إلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٍ لِمَا يُرِيدُ "( هُودٌ : 107 ) ، وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدً الله مغلولَةً غُلَّتْ أَيْدِيُهُمْ وَلََعَنَوْا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانٍِ "( الْمَائِدَةُ : 64 ) .
وَقَدْ قَالَ أَفَلاطُونً قَدِيمًا إِنَّ الزَّمانَ مُحَاكَاةً لِلأبَدِ ، وَفَى ذلَكَ أَسَبَّابً لأَنَّ الزَّمانَ مَخْلُوقٌ وَالأبَدُ غَيْرَ مَخْلُوقٍ فَبَقاءُ الْمَخْلُوقَاتِ بَقاءً فِي الزَّمَنِ ، وَبَقاءُ الْخَالِقِ سُبْحَانَه بَقاءُ أُبْدَى سَرْمَدِيَّ لا يَحُدُّهُ ماض أَوْ حاضِرً أَوْ مُسْتَقْبَلٌ, فالله تَعَالَى هُوَ " الْحَيُّ الَّذِي لا يُمَوِّتْ " ( الْفُرْقَانُ : 58 ) ، " وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ "( الْمُؤْمِنُونَ : 80 )،" كُلُّ شَيْءِ هَالِكَ إلا وَجْهَهُ لَهُ أَلِحْكُمْ وَإِلَيه تَرْجِعُونَ "( الْقَصَصُ : 88)، (" كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَأَنَّ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالْإكْرَامَ" ) (الرَّحِمن - 26 : 27 )
وَبَدَاهَةٌ لَمْ تَكُنْ رُؤَى أرسطو أَوْ أَفَلاطُونَ مُوَجَّهَةِ ضِدِّ الْإِسْلامِ ، فَقَدْ عَاشَا قَبْلَ قُرُونٍ مِنْ نَزُولُهُ وَلِّكُنَّ الْأُسْتَاذُ الْعقادُ يُرِيدُنَا إِنَّ نَعْرُفْ كَيْفً نُسِجْتِ الْأبَاطِيلَ لَدَى السَّابِقِينَ عَنْ عَقِيدَةٍ الإله ، لنرى الْمِسَاحَةُ الْهَائِلَةُ الَّتِي قُطِعَهَا الإِسْلامَ لِرَدَّ هذِهِ الْعَقِيدَةُ إِلَى السَّواءِ.
وًّلاَ يَفَوًّتَ اَلأسَتَاَذ اَلَعَقَاَدَ أنَ يَشَيَرَ إلَىَّ أنَ دَيَاَنَةٍ مَصَرَ اَلَقَدَيَمَةٍ بَلَغَتَ ذرَوًّتَهَاَ اَلَعَلَيَاَ مَنَ اَلَتَوًّحَيَدَ وًّاَلَتَنَزَّيَهَ وًّهَىَّ تَدَلَ عَلَىَّ أنَ فَكَرَةٍ اَلَتَنَزَّيَهَ كَاَنَتَ مَقَصَوًّرَةٍ عَلَىَّ فَئَةٍ قَلَيَلَةٍ ، لَمَ تَسَلَمَ فَىَّ كَلَ وًّقَتَ مَنَ َضَعَفَ يَعَيَبَهَاَ عَقَلاًَ وًّيَجَعَلَهَاَ غَيَرَ صَاَلَحَةٍ لَلأخَذ بَهَاَ فَىَّ دَيَاَنَةٍ اَلَجَمَاَعَةٍ ، فَفَىَّ اَلَدَيَاَنَةٍ اَلَمَصَرَيَةٍ اَلَقَدَيَمَةٍ لَمَ تَسَلَمَ فَكَرَةٍ اَلَتَوًّحَيَدَ مَنَ شَاَئَبَةٍ اَلَوًّثَنَيَةٍ وًّبَقَيَتَ عَبَاَدَةٍ اَلَشَمَسَ ظَاَهَرَةٍ اَلأثَرَ فَىَّ عَبَاَدَةٍ « آتَوًّنَ » .
وًّلاَ يَفَوًّتَ اَلأسَتَاَذ اَلَعَقَاَدَ أنَ يَشَيَرَ إلَىَّ أنَ دَيَاَنَةٍ مَصَرَ اَلَقَدَيَمَةٍ بَلَغَتَ ذرَوًّتَهَاَ اَلَعَلَيَاَ مَنَ اَلَتَوًّحَيَدَ وًّاَلَتَنَزَّيَهَ وًّهَىَّ تَدَلَ عَلَىَّ أنَ فَكَرَةٍ اَلَتَنَزَّيَهَ كَاَنَتَ مَقَصَوًّرَةٍ عَلَىَّ فَئَةٍ قَلَيَلَةٍ ، لَمَ تَسَلَمَ فَىَّ كَلَ وًّقَتَ مَنَ َضَعَفَ يَعَيَبَهَاَ عَقَلاًَ وًّيَجَعَلَهَاَ غَيَرَ صَاَلَحَةٍ لَلأخَذ بَهَاَ فَىَّ دَيَاَنَةٍ اَلَجَمَاَعَةٍ ، فَفَىَّ اَلَدَيَاَنَةٍ اَلَمَصَرَيَةٍ اَلَقَدَيَمَةٍ لَمَ تَسَلَمَ فَكَرَةٍ اَلَتَوًّحَيَدَ مَنَ شَاَئَبَةٍ اَلَوًّثَنَيَةٍ وًّبَقَيَتَ عَبَاَدَةٍ اَلَشَمَسَ ظَاَهَرَةٍ اَلأثَرَ فَىَّ عَبَاَدَةٍ « آتَوًّنَ » .
وًّكَاَنَتَ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلإلَهَيَةٍ عَنَدَ اَلَعَبَرَيَيَنَ قَدَ تَطَوًّرَتَ بَعَدَ ظَهَوًّرَ اَلَمَسَيَحَيَةٍ ، فَاَنَتَقَلَتَ مَنَ اَلإيَمَاَنَ بَإلَهَ لأبَنَاَء إبَرَاَهَيَمَ فَىَّ اَلَجَسَدَ ، إلَىَّ إلَهَ لأبَنَاَء إبَرَاَهَيَمَ فَىَّ اَلَرَوًّحَ ، وًّاَنَقََضَىَّ عَصَرَ اَلَسَيَدَ اَلَمَسَيَحَ عَلَيَهَ اَلَسَلاَمَ وًّعَصَرَ بَوًّلَسَ اَلَرَسَوًّلَ ، وًّاَتَصَلَتَ اَلَمَسَيَحَيَةٍ بَأمَمَ أجَنَبَيَةٍ كَاَنَ فَىَّ مَقَدَمَتَهَاَ اَلأمَةٍ اَلَمَصَرَيَةٍ ، فَشَاَعَتَ بَيَنَ اَلَعَبَرَيَيَنَ عَقَيَدَةٍ إلَهَيَةٍ جَدَيَدَةٍ هَىَّ عَقَيَدَةٍ اَلَثَاَلَوًّثَ اَلَمَجَتَمَعَ مَنَ اَلأبَ وًّاَلاَبَنَ وًّاَلَرَوًّحَ اَلَقَدَسَ ، وًّفَحَوًّاَهَاَ أنَ اَلَمَسَيَحَ اَلَمَخَلَصَ هَوًّ اَبَنَ اَلَلَه وًّأنَ اَلَلَه أرَسَلَهَ فَدَاَء لأبَنَاَء آدَمَ وًّحَوًّاَء كَفَاَرَةٍ عَنَ اَلَخَطَيَئَةٍ اَلَتَىَّ وًّقَعَاَ فَيَهَاَ عَنَدَمَاَ أكَلاَ فَىَّ اَلَجَنَةٍ مَنَ شَجَرَةٍ اَلَمَعَرَفَةٍ بَعَدَ أنَ نَهَاَهَمَاَ اَلَلَهَ عَنَ اَلاَقَتَرَاَبَ مَنَهَاَ ، وًّعَنَدَ ظَهَوًّرَ اَلَإسَلاَمَ كَاَنَ فَحَوًّىَّ اَلَعَقَيَدَةٍ اَلإلَهَيَةٍ كَمَاَ تَطَوًّرَتَ بَهَاَ اَلَدَيَاَنَةٍ اَلَمَسَيَحَيَةٍ ، أنَ اَلَلَه إلَهَ وًّاَحَدَ مَنَ أقَاَنَيَمَ ثَلاَثَةٍ اَلأبَ وًّاَلاَبَنَ وًّاَلَرَوًّحَ اَلَقَدَسَ ، وًّأنَ اَلَمَسَيَحَ هَوًّ اَلاَبَنَ فَىَّ هَذهَ اَلَأقَاََليَمَ ، وًّأنَهَ ذوًّ طَبَيَعَةٍ إلَهَيَةٍ وًّاَحَدَةٍ فَىَّ مَذهَبَ فَرَيَقَ مَنَ اَلَمَسَيَحَيَيَنَ ، وًّأنَهَ ذوًّ طَبَيَعَتَيَنَ إلَهَيَةٍ وًّإنَسَاَنَيَةٍ ( لاهَوًّتَ وًّنَاَسَوًّتَ ) فَىَّ مَذهَبَ فَرَيَقَ آخَرَ ، وًّكَاَنَتَ عَقَاَئَدَ اَلَفَرَقَ اَلَمَسَيَحَيَةٍ فَىَّ جَزَّيَرَةٍ اَلَعَرَبَ ، وًّفَيَمَاَ حَوًّلَهَاَ عَلَىَّ هَذاَ اَلَنَحَوًّ اَلَذىَّ لَمَ يَكَنَ يَغَرَىَّ بَاَلإعَجَاَبَ أوًّ يَدَعَوًّ إلَىَّ اَلإقَتَدَاَء ، وًّمَنَ اَلَوًّاََضَحَ لَمَنَ يَتَاَبَعَ وًّيَدَرَسَ ، أنَ مَوًّقَفَ اَلإسَلامَ مَنَ ذلَكَ كَاَنَ مَوًّقَفَ اَلَمَصَحَحَ اَلَمَتَمَمَ ، وًّلَمَ يَكَنَ مَوًّقَفَ اَلَنَاَقَلَ اَلَمَسَتَعَيَرَ فَجَاَء اَلإسَلامَ بَدَعَوًّةٍ وًّاََضَحَةٍ إلَىَّ إلَهَ وًّاَحَدَ مَنَزَّهَ عَنَ اَلَشَرَكَ ، وًّمَنَزَّهَ عَنَ جَهَاَلَةٍ اَلَعَصَبَيَةٍ وًّسَلالَةٍ اَلَنَسَبَ ، مَنَزَّهَ عَنَ اَلَتَشَبَيَهَ اَلَذىَّ تَسَرَبَ مَنَ بَقَاَيَاَ اَلَوًّثَنَيَةٍ . فَاَلَلَهَ اَلَذىَّ يَؤَمَنَ بَهَ اَلَمَسَلَمَوًّنَ إلَهَ وًّاَحَدَ لا شَرَكَاَء لَهَ ( سَُبَْحََاَنََهَُ وًَّتََعََاَلََىَّ عََمََّاَ يَُشَْرَِكَُوًّنَ ); " يَوًّنَسَ : 18"، وًّلَيَسَ هَوًّ بَرَبَ قَبَيَلَةٍ وًّلاَ سَلالَةٍ يَؤَثَرَهَاَ عَلَىَّ سَوًّاَهَاَ ، وًّلَكَنَهَ « رَبَ اَلَعَاَلَمَيَنَ » ، خَلَقَ اَلَنَاَسَ جَمَيَعًَاَ لَيَتَعَاَرَفَوًّاَ وًّيَتَفَاََضَلَوًّاَ بَاَلَتَقَوًّىَّ ، وًّلاَ فََضَلَ بَيَنَهَمَ لَعَرَبَىَّ عَلَىَّ أعَجَمَىَّ وًّلاَ لَقَرَشَىَّ عَلَىَّ حَبَشَىَّ إلاَّ بَاَلَتَقَوًّىَّ; " يََاَ أَيَُّهََاَ اَلَنََّاَسَُ إِنََّاَ خََلََقَْنََاَكَُمَ مَِّنَ ذَكََرٍَ وًَّأُنَثََىَّ وًَّجََعََلَْنََاَكَُمَْ شَُعَُوًّبًَاَ وًَّقََبََاَئَِلََ لَِتََعََاَرََفَُوًّاَ إِنََّ أَكَْرََمََكَُمَْ عَِنَدََ اَلَلََّهَِ أَتَْقََاَكَُمَْ إِنََّ اَلَلََّهََ عََلَِيَمٌَ خََبَِيَرٌَ" ( اَلَحَجَرَاَتَ : 13) وًّهَوًّ سَبَحَاَنَهَ وًّاَحَدَ أحَدَ : ( لََمَْ يََلَِدَْ وًَّلََمَْ يَُوًّلََدَْ * وًَّلََمَْ يََكَُنَ لََّهَُ كَُفَُوًًّاَ أَحََدَ ) ( اَلإخَلاَصَ : 3 ، 4 ) .
وهو عِزُّ وَجِلٌ لا يَأْخُذْ أحَدًا بِذَنْبِ آخِرِ ، وَلا يُحَاسَبُ أمةً بِجَرِيرَةِ أُمَّةٍ سَلَّفْتِ ، وَلا يَدِينَ الْعَالَمَ بِغَيْرَ بَلاغُ وَنَذِيرٌ ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ُ )" فَاطِرٌ : 18 "،( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُم وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ )" الْبَقَرَةُ : 134 "( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينً حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )" الْإِسْراءُ : 15 ". وَدَيَّنَهُ سُبْحَانَه وَتَعَالَى دِينُ الرَّحْمَةِ ، جَمِيعَ سورِهِ عَدَا سُورَةِ التَّوْبَةِ مُفْتَتِحَةً " بَاسِمُ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " وَدِينُ الْعَدْلِ " وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ " ( فَصَلْتٌ : 46 )،" هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلُّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "( الْحَديدُ : 3 ) " .
وهو عِزُّ وَجِلٌ لا يَأْخُذْ أحَدًا بِذَنْبِ آخِرِ ، وَلا يُحَاسَبُ أمةً بِجَرِيرَةِ أُمَّةٍ سَلَّفْتِ ، وَلا يَدِينَ الْعَالَمَ بِغَيْرَ بَلاغُ وَنَذِيرٌ ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ُ )" فَاطِرٌ : 18 "،( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُم وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ )" الْبَقَرَةُ : 134 "( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينً حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )" الْإِسْراءُ : 15 ". وَدَيَّنَهُ سُبْحَانَه وَتَعَالَى دِينُ الرَّحْمَةِ ، جَمِيعَ سورِهِ عَدَا سُورَةِ التَّوْبَةِ مُفْتَتِحَةً " بَاسِمُ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " وَدِينُ الْعَدْلِ " وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ " ( فَصَلْتٌ : 46 )،" هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلُّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "( الْحَديدُ : 3 ) " .

تعليقات
إرسال تعليق