" على بعد قدرٍ و بحر " أحمد سالم

قصيدة :

" على بعد قدرٍ و بحر "

حل المساء
أكواب القهوة مترامية
هنا و هناك
موسيقاكِ مازالت تشعل بقلبي
لهيب الأشتياق
و أنا ، من أنا .. بدونك هنا
أنا لست أنا .. لست هو
ذاك الشخص الذي تحبين
بل أنا عابر سبيل
ربما أنا ، ضيف الوحدة و الليل الثقيل
يمر بي الكروان هنا
يدعو لنا ، يخبرني أنا
عن حبيبتي الساكنة
على الجانب الأخر من المدى البعيد
و تمر بي نجمة ، تقول :
كيف حالك يا وحيد
فأقول : أنا لست لي
أنا للحبيبة و بالحبيبة
أنا لها وحدها
و إن تفصل المسافة بيننا
فتقول نجمتي :
قد أضناك التعب
و أرهقك السهر
فيمر بنا القمر ...... و يقول :
ألم تؤمن بعد أن اللقاء المحال ؟!
أن جمعكما خيال
الحبيبة على سفر
بينكما بحرٌ و قدر
و ألف ألف سببٍ للغياب
تمر بنا غيمة فتقول :
كيف حالك يا مسكين
اشفق على القلب الحزين
كفكف دموعك
اهجر همومك
ادعي النسيان
يعسعس مساء يوم
يتنفس صبح يوم
و أنا كما أنا
من أنا بدونك هنا
أنا لست أنا ، لست هو
ذاك الشخص الذي تظنين
أضناني الحنين
يمر بي هدهد
فأسأله عن نبأ ؟!
يدفن رأسه في خيبة و ندم
و يطير
يرف قرب النافذة
زوج من العصافير
فأسألهم عن خبر
يقولان : المسافة بعيدة
بين الوطن و الحبيبة
تمر سحابة بيضاء
تقول : أتظنها تذكرك ؟!
أقول : نعم
تنظر في حسرةٍ و تمضي نحو المجهول
تسطع الشمس :
فتسألني ، عن حبيبة على سفر
تسكن الجانب الآخر على بعد بحرٍ و قدر
فأقول ، نعم ... هل تحملين منها الخبر
فتقول .. قد رأيتها
بين أكواب القهوة المترامية
هنا و هناك
موسيقاك ، مازالت تشعل بقلبها الغياب
تقول :
و أنا ، من أنا .. بدونه هنا
أنا لست أنا ، لست هي
تلك التي أحبها
فمضى نهار يوم
و حل مساء يوم
أناجي الحبيبة في الخفىَ
و تناجيني هي ....

#أحمد_سالم