بطولة زائفة/ عبدالعليم يوسف
بطولة زائفة.....
وقف علي رصيف محطة القطار الذي كان يستقله كي يذهب الي جامعته.... وكان قد استيقظ مبكرا ليلحق بالقطار... وكل تفكيره ان يركب مسرعا قبل توقف القطار ليجلس في الكرسي بجوار الباب مباشرة مع ان هذه المحطة شبه فارغة من الركاب ولكن الشباب يتسابقون علي هذا الكرسي خاصة.... وبالفعل ركب القطار قبل ان يقف ويستقر رغم الخوف والحذر الذي بداخله والذي تربي عليه... لاتركب القطار حتي يقف.... لاتجلس وامرأه واقفه اورجل يكبرك سنا.... لاتعطي وجهك في الزحام لبنت اوتحاول الالتصاق بها... كل هذه المحاذير والتحذيرات صمم ان يكسرها... فكلما طبقها تعرض لسيل من الضحكات لانه كان فارع الطول... ويتعرض لسيل من النظرات التي تقتله لانه كان لايعبء بلبسه ولا مظهره الذان فرضا عليه من ضيق الحال ومن طوله الفارع وجسمه النحيل... قرر ان يكون مثل اقرانه ان يترك تلك الاخلاق لربما لايتعرض لالنظرات او ضحكات... احب ان يكون له قصة يحكيها لزملائه الذين كانوا دائما يحكو عن مغامرتهم داخل القطار بعدما يزحم في محطة معينه ليكون اشبه بعلبة السردين.... اراد في هذا اليوم ان يحس انه طبيعي بل يتفوق على اقرانه ويصنع له تاريخا.... القطار يتحرك وتتحرك معه رغباته كلما وصل لمحطه عينه ترقبها وترقب من يقف عليها ومن يدخل من الباب... الي ان وصل القطار للمحطة المعهودة وملئ القطار وتزاحمت الفتيات بين الكراسي ليبعدن عن الطريق ويتحركن بصعوبه بين الكراسي حتي يستقررن في اماكنهن وهو جالس كل تفكيره من ستاتي وتقف بين ركبتيه الطويلتين اللتان تلامسان ركبة من يجلس في الكرسي المقابل له... وبالفعل اتت فتاة ووقفت بين ركبتيه ساندة نفسها بظهرها علي جدار القطار وقد حاوطها... وشرع في نسج بطولته التي سيقصها بعدة لمسات وحركات بدت لها طبيعية في الاول لاهتزاز القطار وبعدها زادت فنظرت له بوجهها الملائكي المنير كالبدر وتقاطيع وجهها التي ابدع الخالق في رسمها.... نظرت اليه بامتعاض.... ومع مرور الوقت وكانها استجابت لتحركاته ولمساته لانها بدت مستسلمة للامر....حتي مرت المحطات وهو يغزل اطراف قصته ويكملها ويتقنها حتي تنال اعجاب الاصحاب واندهاشهم وكانه سيتلقي وساما عليها.... وبعد ان استقرالقطار في المحطة الاخيرة ظل جالسا خوفا من ان يفتضح امره.. حتي بدا القطار في لفظ مافيه من ركاب والفتاة واقفة مكانها تمسك في يدصديقتها حتي فرغ القطار... فوجدها تمشي تعرج فظن ان رجلها قد تيبست جراء وقفتها الي ان سمع رنة حديد يخبط علي رصيف القطار.. ليزلزل اركانه فما كان الا صوت طرفها الصناعي الذي كانت تلبسه.... مصابة بشلل اطفال... مشلولة... كلمات باح بها صدره لتسمع اذناه وتتحرك بها شفاهه دون ان يدري... فنزل من القطار وقدماه لا تحملانه... من ثم نظر الي جانب وجهها فوجد حمرة تكسوه ولمح عبرة تنزل علي وجنتها كقطرة لؤلؤ تخط علي ورقة وردة حريرية او قطعة زمرد.... فتلقفها بقلبه فتحولت لجمرة نار حرقته ومزقت احشائه... فسقط امام قدمها باكيا امام اقرانه يقبل حذائها..ويطلب منها المسامحة... وبكي اكثر حينما ابلغته انها كانت تتعهده هو لانها تعلم اخلاقه... فكم وقفت لتجلسني وكم حاوطت عليي لكي لايلمسني احد... وكنت دائما اقص عنك لاخوتي وامي التي كانت تدعوا لك من غير ان تعرفك... ومابكائي الا حزنا عليك وليس منك....... لانك كنت بطلي وفقدتك...
وقف علي رصيف محطة القطار الذي كان يستقله كي يذهب الي جامعته.... وكان قد استيقظ مبكرا ليلحق بالقطار... وكل تفكيره ان يركب مسرعا قبل توقف القطار ليجلس في الكرسي بجوار الباب مباشرة مع ان هذه المحطة شبه فارغة من الركاب ولكن الشباب يتسابقون علي هذا الكرسي خاصة.... وبالفعل ركب القطار قبل ان يقف ويستقر رغم الخوف والحذر الذي بداخله والذي تربي عليه... لاتركب القطار حتي يقف.... لاتجلس وامرأه واقفه اورجل يكبرك سنا.... لاتعطي وجهك في الزحام لبنت اوتحاول الالتصاق بها... كل هذه المحاذير والتحذيرات صمم ان يكسرها... فكلما طبقها تعرض لسيل من الضحكات لانه كان فارع الطول... ويتعرض لسيل من النظرات التي تقتله لانه كان لايعبء بلبسه ولا مظهره الذان فرضا عليه من ضيق الحال ومن طوله الفارع وجسمه النحيل... قرر ان يكون مثل اقرانه ان يترك تلك الاخلاق لربما لايتعرض لالنظرات او ضحكات... احب ان يكون له قصة يحكيها لزملائه الذين كانوا دائما يحكو عن مغامرتهم داخل القطار بعدما يزحم في محطة معينه ليكون اشبه بعلبة السردين.... اراد في هذا اليوم ان يحس انه طبيعي بل يتفوق على اقرانه ويصنع له تاريخا.... القطار يتحرك وتتحرك معه رغباته كلما وصل لمحطه عينه ترقبها وترقب من يقف عليها ومن يدخل من الباب... الي ان وصل القطار للمحطة المعهودة وملئ القطار وتزاحمت الفتيات بين الكراسي ليبعدن عن الطريق ويتحركن بصعوبه بين الكراسي حتي يستقررن في اماكنهن وهو جالس كل تفكيره من ستاتي وتقف بين ركبتيه الطويلتين اللتان تلامسان ركبة من يجلس في الكرسي المقابل له... وبالفعل اتت فتاة ووقفت بين ركبتيه ساندة نفسها بظهرها علي جدار القطار وقد حاوطها... وشرع في نسج بطولته التي سيقصها بعدة لمسات وحركات بدت لها طبيعية في الاول لاهتزاز القطار وبعدها زادت فنظرت له بوجهها الملائكي المنير كالبدر وتقاطيع وجهها التي ابدع الخالق في رسمها.... نظرت اليه بامتعاض.... ومع مرور الوقت وكانها استجابت لتحركاته ولمساته لانها بدت مستسلمة للامر....حتي مرت المحطات وهو يغزل اطراف قصته ويكملها ويتقنها حتي تنال اعجاب الاصحاب واندهاشهم وكانه سيتلقي وساما عليها.... وبعد ان استقرالقطار في المحطة الاخيرة ظل جالسا خوفا من ان يفتضح امره.. حتي بدا القطار في لفظ مافيه من ركاب والفتاة واقفة مكانها تمسك في يدصديقتها حتي فرغ القطار... فوجدها تمشي تعرج فظن ان رجلها قد تيبست جراء وقفتها الي ان سمع رنة حديد يخبط علي رصيف القطار.. ليزلزل اركانه فما كان الا صوت طرفها الصناعي الذي كانت تلبسه.... مصابة بشلل اطفال... مشلولة... كلمات باح بها صدره لتسمع اذناه وتتحرك بها شفاهه دون ان يدري... فنزل من القطار وقدماه لا تحملانه... من ثم نظر الي جانب وجهها فوجد حمرة تكسوه ولمح عبرة تنزل علي وجنتها كقطرة لؤلؤ تخط علي ورقة وردة حريرية او قطعة زمرد.... فتلقفها بقلبه فتحولت لجمرة نار حرقته ومزقت احشائه... فسقط امام قدمها باكيا امام اقرانه يقبل حذائها..ويطلب منها المسامحة... وبكي اكثر حينما ابلغته انها كانت تتعهده هو لانها تعلم اخلاقه... فكم وقفت لتجلسني وكم حاوطت عليي لكي لايلمسني احد... وكنت دائما اقص عنك لاخوتي وامي التي كانت تدعوا لك من غير ان تعرفك... ومابكائي الا حزنا عليك وليس منك....... لانك كنت بطلي وفقدتك...
تعليقات
إرسال تعليق