فن الحوار مع الأخر ٠٠ !! السعيد عبد العاطي مبارك

فن الحوار مع الأخر ٠٠ !!
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "
===========
= يا ابن أخي ٠٠ !٠
= أفرغت يا أبا الوليد ؟!
في البداية نقتطف لقطات من حوار النبي صلي الله عليه و سلم مع عتبة بن ربيعة ، رغم الاختلاف في جوهر الخطاب لكن الاخلاق سيدة الموقف خطوط عريضة نسير عليها بعيدا عن التصورات التي نطلقها ليل نهار بلا وعي ٠٠
هذا مؤمن و هذا كافر هذا في الجنة و هذا في النار و هذا وطني و هذا خائن هذا يكرم و هذا يقتل ٠٠٠ عجز لفهم وإدراك معني الحياة ٠

يقول النبي صلي الله عليه و سلم في خطاب حواري راق بروح العاطفة المحببة معلما و مرشدا باغلي الألقاب و الكونية ٠٠
في البداية ٠٠
= قُلْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ أَسْمَعُ !٠
و في النهاية :
= أفرغت يا أبا الوليد ؟!
بعدما طرح عتبة رأيه باستفاضة و قد بدأ الحديث بقوله :
يا ابن اخي ٠٠ !! ٠

و بعد خطاب النبي صلي الله عليه و سلم لعتبة قال، ٠٠قَدْ سَمِعْت يَا أَبَا الْوَلِيدِ مَا سَمِعْت، فَأَنْتَ وَذَاكَ»".
وهذا الجواب النبوي القرآني ينبغي أن يكون جوابنا لكل "أبي وليد"، متعجرف و متغطرس في تخيير دون فرض سطوة إقناع او انصراف فالأمر ليس بما نراه نحن لأننا لسنا أولي الأمر مجرد كلمة طيبة فقط ٠

نعم كان هذا اللقاء مدخل نحو حوار اجتماعي إيجابي هاديء ، لا تصادمي منذ الوهلة الاولي بالسبق و الترصد مع الأخر أفراد و جماعات و دول ٠٠
تواصل مبني علي القبول و المناقشة المحددة و الهادفة لا قائم علي روح الأنانية و الشعارات ٠٠ برغم الفجوات و المسافات الفكرية في الاتفاق و الاختلاف ، بعيدا عن الشقاق و الخلاف و التصادم بروح عصبية وجهل ٠٠
و استخدام مفردات فجة منفرة و بعيدة شكلا و مضمونا عن روح الانسانية تدل علي الغلظة وعدم احترام الحقوق و الواجبات المشروعة ٠٠
في أسلوب همجي و نعرة كاذبة للتشويش علي الحقائق و استخدام أداة لعرقلة الوصول الي الهدف الاسمي ٠
بل يصل الأمر و مجريات الحديث الي الاتهام في الدين و التخوين و العلمانية و المأجورية و التسلط و التخويف و الكراهية ٠٠ الخ ٠
مجرد طرح رؤية بحجج دامغة واقعية مبنية علي أدلة ملموسة تؤدي الي نتائج نسلم بها لصالح القضية انصافا لا هرتلة وهربا من ميدان المناظرة دون المجادلة بالحسني بعيدا القدح أو المدح و عدم إغفال الفضل بين الناس ٠
و يبقي الفيصل هو الإقناع بوسائل مقبولة دون فرض وصاية أو مجرد انتصارا لرأي او حزب او جماعة أو قضية بعينها ٠٠
و نحن نري سفاهة للبعض ردا و تعليقا بداية من رمي الناس بالاباطيل و السب و الشتائم غير المشروعة ينتقل ( الحوار ) من رأي الي مقاتلة بالقوة الفاظا و تعديا فمن يا تري خولك بكل هذا و منحك الصكوك المفرطة هذه دون أدني وجه حق ؟!٠
السؤال هنا يا سيدي :
مجرد طرح قضية اقول رأي بوضوح دون تورية او تهكم او سيطرة او عداء ٠٠ هلم جرا ٠٠
فإذا تم التوافق مرحبا ، و العكس الانصراف في أدب وود دون تسلط و تجريح ٠٠
فليس لطرف أن ينال من الآخر بأي شكل فهكذا الحرية المنضبطة ٠
فكل واحد عارف دوره تماما أما الحشد و التجنيد لتحقيق الفوز غير المستحق بأساليب قذرة من تشهير ووصف و ترك جوهر الموضوع و الانزلاق الي مستنقع القذارة أسلوب همجي و طائفي و انعزالي و تصاميم ينم عن جهل و تعصب و عدم المسؤولية ٠٠
فلماذا تجبر و تكره الناس دون وجه حق مجرد انه لا ينضوي تحت مظلتك ؟!٠

فكل انسان حر فيما يقتنع هو نشأنه لست عليهم بمصيطر فمن سنة الحياة ولد الاختلاف حتي يكون الفكر و التعامل الإيجابي و السلبي للتمييز هكذا ٠٠
ولا تنس أن الناس تعبد الله لا تعبدك
و انها تعشق الوطن لا سيادتك و انها لها قناعتها في تفسير ماهية الأشياء دون حجر ٠٠
فكل هذا مجرد مدخل لفن الحوار دون هيمنة منذ البداية ٠٠
و ان كل المحاولات نسبية لا مطلقة فالكمال و الجمال لله وحده سبحانه و تعالي ٠
و قولوا للناس حسنا ٠٠
و لو كنت فدا غليظ القلب لنفضوا من حولك ٠٠
لست عليهم بمصيطر ٠٠
ليس عليك هداهم ٠٠
فبرحمة من الله لنت لهم ٠٠

" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
* وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ "

و لم لا فالرسول الكريم الأسوة الحسنة و قد بعث معلما ميسرا ٠٠
و اخيرا نتمني فن الحوار يكون تعليمي تربوي مفيد برغم بعد المسافات قائم علي الود و الاحترام و كل له وجاهته و قناعته دون نقص فالله هو المحيط ٠
كما نري عند الفلاسفة و المفكرين و العلماء و المصلحين الذين ليس لهم توجهات الا الصالح العام ٠
وعلي الله قصد السبيل ٠٠
و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ٠