كلماتي / خالد فريطاس

كلماتي الآن تضرب على الخروج إلى منفى الكلمات
ترسم عشها في حنجرتي
وتفرد جناحاها لتبيع فوقهما أزهار اللوز
تتخذ من إرهاصات القدامى والحمقى الجدد
متكأ ناعم الملمس لازوردي الهوى
ماسي الأنامل شفاف السليقة والبصمات
كلماتي الآن تصنع متاريسها لتشد عضد دولتها
وتعدم جميع الذين شقوا عصا الطاعة
من.حروف لا تقوى على الجهر بمخارجها
ضائعة بين فتن بهيمية المحيا
وأشواك مترامية الجراح والصرخات
الأشياء التي كنا سنغني من أجلها هذا الربيع
غسلت صحونها
وركبت صحونها الطائره إلى قفزة أعيت خد الشمس
لتقنع الفضاء البعيد بضرورة إعتقال حضرة التبانين مع النجمات
كلماتي الآن تطفئ زغاريدها واحدة تلو أخرى
هنيهة تلو أخرى
تحاكم بعض إناث الفراش في قضية الورد المسروق من الورد
وتحاول إيجاد معنى جديد لمتلازمة
تكسر عضام الذين قالوا لا لقتل اللاء وتمتص جميع الصدمات
كلماتي الآن تكمل ما تبقى من ألوان الفناء
لتبحر في حرب النجوم تجاه القرى التي أهلكتها تعويذات القمر الأخيره
تتنفس دون حجاب حاجز فقد تمزق ليلة نزول الكورونا حافية القدمين
تتورم في وجه المرايا التي إضطهدتها دوائر الظل العميقه
وتضع ما تبقى من مسحوق التجميل
عنوانا على الرضوض القديمة والكدمات
كلماتي تقهقه على محبرتي وعلى أقلامي
فلا شيئ ساكن يستطيع إيصال المؤونة إلى كنعان
ولا ولد صالح هضم وصية من وصايا لقمان
أنهك النزيف كلماتي فلم تتم حولها في مدارات اللاوعي
الإشارات الباطنية التي صنعت وهم الغزلان في عيون الذئاب
لم تعد تقوى على إتمام رحلة الربيع
وصاحب البدلة الرخامية أطفأ غليونه نكاية في الطريق السريع
وتجاوز حزمة الضوء المسلطة على ميادين الفتنة والثورات
كلماتي عجنت جنوني داخل قوس قزح
أفرغت متتالية الأعداد من البسطة في الجسم والمرح
وتوخت حذر الذين ماتوا في منتصف الليل
ربما قذفوا حوافر الخيول ببيع السباق الأخير
ربما أفسدوا حرث ونسل صاحب الجلاله
ربما تخلفوا مع الثلاثة عندما إشتد النفير
أو ذهبوا لحفلة شاي ساخنة مع البجعات
كلماتي الآن تضرب عن تكوين مراعي القطعان السرمديه
تجتث الكلأ الغض من فوهات الزمن المنتهي الصلاحيه
لا تنتظر ماوراء أيام التشريق من دماء
لا تكترث بمواقع النجوم وطوابير النحلات وراء الياسمين
تقبع في بيتها بعيدا عن مواطن حروف النداء
ولا تصبر حتى تخرج المعاني من وراء الحجرات
كلماتي تتقشف الآن فوق حبال الصوت كي تعيد الهدوء لبلدتي وآل الكروان الذين سلب منهم الركح
تخجل حين تمر بالحواجز المزيفة
يقتلها نبضها حين تمطرها عيون المها زخات الحسن السمرقندي
تحاور الرعاء عن الحل الشفاف الذي يعيد الدلاء مجنونة لبئرها من أكف الجميلات
نريد أن نموت بأناقتنا الكاملة في هذا الوطن
ونجعل للموت نصيبا مفروضا من حماقاتنا
نريد أن نكمل المشهد الأخير من بقرة اليتامى
ونقتل فضولنا في مسابقة نحو القيامة
نحو الأيام التي حملت الف علامة إستفهام منذ رحيل الشتاء
ونكمل نصابنا في حول تكالبت عليه المداخل إلى فلسفة التأويل والروايات
خالد فريطاس الجزائر


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه