مع الأخلاق / السعيد عبد العاطي مبارك

 حديث الجمعة

السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد "مصر "
=========
((( مع الأخلاق )))
وَعنْ عائشة رضي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ:
"كَانَ خُلُقُ نَبِيِّ اللَّه ﷺ الْقُرْآنَ" رواهُ مُسْلِم ٠
الأخلاق جمع خٌلق
و الأخلاق هي منظومة قيم يتمسك الإنسان بها قولا وعملا مع الحياة كي تنظم هذه الآداب و المعاملات المعنوية و المادية العلاقات و الروابط ٠٠
و يعتبرها الناس إنها دستور فطري ، و من ثم جاء القرآن الكريم و معه السنة النبوية الشريفة تدعم مكارم الأخلاق مت قيم و سلوك حسن طيب جميل من خلال العرف و التقاليد الحميدة ، فكلنا بلا شك نحب الفضيلة و نبغض الرذيلة ٠٠
و من ثم ينقسم الخلق إلي نوعين على النحو التالي :
* - خلق حسن :
وهو الأدب والفضيلة، وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعاً .
* - خلق سيئ :
وهو سوء الأدب والرذيلة، وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعاً.
و أصبح لمنظومة الأخلاق دستور جلي في الكتاب و السنة و عند الفلاسفة و علماء الاجتماع و الأدب و الشعر ، بل و في شتى مناحي الحياة هكذا ٠٠
و الأخلاق صفات عديدة من كرم و صدق و الحلم و المروءة و الصبر و الجمال والحياء و البر و الخير و الحق و العدل و العفو و التسامح و الاحسان ٠٠ هلم جرا ٠
و الخلاصة :
فالأخلاق هي عنوان الشعوب المتحضرة بالتأكيد ٠
وقد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس ٠
و في القرآن الكريم قال الله عز وجل في سورة القلم الآية الرابعة :
" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
و قال الرسول صلى الله عليه و سلم :
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
(إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ؛ أحاسِنُكم أخلاقًا) ٠
والأخلاق تعدّ من أكثر الأعمال وزناً وقيمةً، ومما يدل على ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
(ما شيءٌ أثقَلَ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامَةِ من خُلُقٍ حسنٍ) ٠
وإنّ أجر الأخلاق؛ كأجر العبادات وثوابها، مثل القائم و الصائم ،كما أنّ الأخلاق من أسباب دخول الجنة.
٠٠٠
وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم قديما و حديثا ٠٠
يقول عنترة بن شداد :
أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي * سَمْـحٌ مُخالطتي إِذَا لم أُظْلَـمِ.
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ * مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ
و يقول الشاعر عمرو بن الأهتم :
لعمــرُكَ ما ضاقـت بـلادٌ بأهلهــا * ولكـــنَّ أخـلاقَ الرجــال تضيــقُ.
ومنها البيت المشهور و يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فـإن هُمُ ذهبت أخـلاقهم ذهــبوا
و يقول أيضا:
وإذا أُصـيـب القـــوم في أخـلاقـهــــم * فـأقـــمْ عـلـيـهـــم مـأتـمـــاً وعــويــلا
و يقول شوقي :
صَلَاحُ أَمْرِكَ لِلأَخْلاَقِ مَرْجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَّفْسَ بِالأَخْلَاقِ تَسْتَقِمِ
وَالنَّفْسُ مِنْ خَيْرِهَا فِي خَيْرِ عَافِيَةٍ
وَالنَّفْسُ مِنْ شَرِّهَا فِي مَرْتَعٍ وَخِمِ
٠٠٠
و هذه سفانة بنت حاتم الطائي تتكلم عن مكارم الأخلاق التي اشتهر بها والدها قبل البعثة المحمدية :
و قصة سفانة بنت حاتم الطائي مع الرسول صلّ الله عليه وسلم ٠
سفانة بنت حاتم الطائي هي ابنه حاتم الطائي الذي كان يُضرب به المثل في الكرم أسرها المسلمون بعد فتح بلاد طئ في أجا وسلمى بمدينة حائل ولما قدمت مع الأسرى للرسول صلّ الله عليه وسلم وقالت له :
“يا محمد إن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب فقد هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فامنن علي منّ الله عليك ، فإن أبي كان سيد قومي ، يفك العاني ، ويعفو عن الجاني ، ويحفظ الجار ، ويحمي الذمار ، ويفرج عن المكروب ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ويحمل الكَلَّ (الضعيف) ، ويعين على نوائب الدهر ، وما آتاه أحد بحاجة فرده خائباً ، أنا بنت حاتم الطائي “.
٠٠٠٠
وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى العادات الجيدة ، فنحن نعيش أزمة أخلاق وضمير ، فهل من عودة الي مكارم الأخلاق الفاضلة في المجتمع ٠
فبهذه الكلمات حدد القرآن و الرسول الغاية من وراء هذه الأخلاق الكريمة لحكمة بالغة من أجل الخير و الرخاء و السلام في المجتمع ٠
يا رب حسن خلقنا قولا و عملا نحو الصراط المستقيم ٠
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين آمين ٠



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه