نعم أنا ديمقراطي/ السعيد عبد العاطي مبارك
كلام في السياسة السعيد عبد العاطي مبارك - الفايدي / مصر
((( نعم أنا ديمقراطي ٠٠ !! )))
هذه المقولة كانت سببا في سقوط أحمد لطفي السيد في الانتخابات ٠٠ !! ٠
أحمد لطفي السيد - الفايدي ، المفكر والملقب بأستاذ الجيل ورئيس مجمع اللغة العربية وصاحب المقولة المشهورة «الاختلاف لا يفسد للود قضية» ٠
إنه أبو الليبرالية المصرية ، وعمل وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء إسماعيل صدقي و نائبا في مجلس الشيوخ ٠
في البداية ٠٠ كنت أقرأ في كتاب الدكتور طه حسين يتحدث عن أعلام عصره ٠٠٠
لمؤلفه الدكتور محمد الدسوقي ، و هو كٌتيب قليل المبنى كثير المعنى ، و نخلص هنا إلى موضوعنا " بتصرف " من باب الأمانة العلمية و الموضوعية ٠
حيث يروي هذه القصة :
أن ديمقراطية أحمد لطفي السيد كانت سبباً في إخفاقه عندما رشّح نفسه لعضوية البرلمان عن دائرة الدقهلية، فقد خاف المرشح المنافس له من مواجهته، فاستغل الجهل وحداثة كلمة " الديمقراطية "، في العشرينات من القرن الماضي، وأشاع في محيط الدائرة أن أحمد لطفي السيد ديمقراطي، وأن الدولة تعني الكفر، متهما لطفي السيد استبدال إيمانه بالله بالديمقراطية، وانتشرت الشائعة في القرى ولاقت سخط أهل الدائرة على المرشح «الديمقراطي» الذي يدافع عن قضاياهم وحقوقهم، بعد ما أقسم لهم المرشح المنافس أن لطفي السيد ديمقراطي وحذر أهل الدائرة من انتخاب السيد؛ معللاً بأن ذلك ترك للإسلام واعتناق للديمقراطية، وانتظر أهل الدائرة المؤتمر الانتخابي لأحمد لطفي السيد، وسألوه هل صحيح أنت ديمقراطي؟ !٠
ورد عليهم أحمد لطفي السيد نعم أنا ديمقراطي، وعندما تأكدوا أنه ديمقراطي انصرفوا عنه.
وكان المرشح ضده هو عثمان سليط و فرص المفكر أحمد لطفي السيد كانت كبيرة جدًا في الفوز أمام منافسه في الدائرة عثمان سليط والذي كان على وشك التنازل عن خوض الانتخابات بسبب يأسه الشديد في الفوز.
وكان عثمان سليط يقول للناس إن أحمد لطفي السيد ديموقراطي ومعناها أنه ضد الدين والعادات والتقاليد، ويطالب بمساواة الرجل بالمرأة أي أن تتزوج المرأة 4 مثل الرجل، وكان يدلل على كلامه بمقالات أحمد لطفي السيد التي يعترف فيها بأنه ديموقراطي.
ومن بيت إلى بيت تمكن «سليط» من إقناع أهالي القرية البسطاء، والذين انتظروا أول زيارة لـ«لطفي السيد» وسألوه هل أنت ديموقراطي؟ فأجاب بملء الفم بنعم، وهنا خسر الانتخابات أمام منافسه بسبب هذا الأمر.
اعتزل أحمد لطفي السيد العمل السياسي بعد ذلك ولم يترشح في أية انتخابات، حتى قيام ثورة يوليو والتي بعث فيها الضباط الأحرار بخطاب إليه يطلبون منه فيه أن يصبح رئيسًا للجمهورية لكنه رفض، وتوفي في 1958.
---------
* كلامي :
نعم هنا انتصر الجهل و التعصب و الشائعة وأرباب المصالح ٠
تعليقات
إرسال تعليق