هكذا حفظتها- اسماعيل عبد الهادي


 هكذا حفظتها

وكما سيأتي ..
كتبتها
قصة فيها عبرة
وبين ثنايا حروفها
و سطورها أكثر من وقفة
بمسيس الحاجة
نحن لمثلها اليوم
وفي هاته الساعة بالذات
لرجل مثله يدعو ..
وله يستجاب ويمضي
سيما والخطووووووب جسييييييمة
والإحن والمحن التي تعصف بنا
اليوم أكثر من كثييييييييييييييييرة
والرزااااااايااااااا تالله ..
أكبر من كبيييييييييييييييرة
.. لطالما خرج عبد الله بن المبارك ذاك العابد الزاهد
وبعضا من أصحابه
إلى الفلوات مرات ومرات
يسألون الله تعالى في صلاتهم
(صلاة الإستسقاء)
نزول المطر
بعد أن أجدبت الأرض وأقحلت
والزرع جف وهلك
غير أن دعواتهم هذه لم تكلل
بالنجاح يوما ولم يستجب الله
لهم بأي منها
غير أنه وبعد المرة الثالثة
وبعد أن قضوا صلاتهم
عاد بعضهم إلى المسجد
و من بينهم صاحبنا
ابن المبارك
وبينما هم كذلك إذ دخل عليهم
رجل عليه خميصة من ثوب
تهرّا هزيل الجسم نحيل الساقين
فتوضأ ثم صلى ودعا الله بصوت
جهور وقد ألح في طلبه
ما أغاظ عبد الله
فدار بينهما نقاشا محتدما
... استشاط فيه حنقا
وزاده غضبا على غضب
كان آخره
قولة دعني وربي ..
فلما انتهى الرجل من صلاته
وفرغ من دعائه
وانتهى من حديثه وكلامه
خرج من المسجد يريد وجهته
وما هي إلا لحظات
حتى نزل المطر
وكما جاء في الرواية
كأفواه القرب
دليلا على غزارته وكثرته ..
فما كان من عبد الله ساعتها
إلا أن قام مسرعا ليلحق بذاك الرجل
فتبعه حتى علم وخبر مكانه
ثم قفل وعاد
وفي اليوم التالي يمّم ابن المبارك
وجهه قاصدا المكان الذي آوى اليه
الرجل
فدخل الدار على نخاس يبيع العبيد
فقال النخاس ما حاجتك
قال عبد الله اريد أن أشتري عبدا
فعرض عليه عبيده
فلم يجد ابن المبارك بينهم ضالته
فخرج من عنده
وبينا هو في طريقه لاحت منه التفاتة الى دار خربة اي خراب
فرأى صاحبه يدعو ويصلي
فعاد مسرعا الى البائع لاهثا
وقال له
وجدته
اي وجدت من أريد شراءه
فلما علمه ومنه تيقن
قال له النخاس وما حاجتك به
فإنه اي العبد ليس له إلا ذاكان
الصلاة وإلا الدعاء
ولا شيء غيرهما
أي أنه لن يفيدك
في ما ترنو إليه
قال له وأنا اشتريت
فنقده المال
ثم انصرفا و غابا في طريق ضيق
سأل العبد سيده
لم اشتريتني يا سيدي
وقد علمت حالي وطالعي
وبأني لا أصلح للخدمة
فرد عليه العابد الرباني
لكي أخدمك ..
وتابعا سيرهما إلى أن وصلا مسجدا فاستأذن العبد سيده
كي يصلي ركعتين فأذن له
ولما سجد سأل الله تعالى
أن يقبض روحه لفوره لأن الذي كان بينه وبين الله تعالى قد فشي
وعلمه الناس
فاستجاب الله له وفاضت روحه إلى بارئها ..
فأين أدعيتنا من دعاااااااائه ؟!..
وإخلاااااااصنا وتواضعنااااااااا
من تواضعه ومن إخلاااااصه؟!..
كما وأين نحن ممن اشتراااه ..
يبتغي مولاه ؟!..
اسماعيل عبد الهادي
ابو امن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه