شذرات لغوية -السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر
شذرات لغوية
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر
**************
((( إعراب ومعنى آية ٠٠ !! )))
قال تعالى :
" وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ " ٠
سورة هود : الآية ١١٨
٠٠٠٠٠٠
عزيزي القاريء الكريم نتوقف كل مرة مع هذه الشذرات اللغوية آي الذكر الحكيم من القرآن الكريم لنتعرف على المقاصد من وراء ذلك من خلال الإعراب المجمل كي يسهل علينا فهم و إدراك الغاية من وراء هذا حيث ضبط المفردات و وظيفة الكلمة وموقعها في الجملة لنصل إلى الحكمة من عرض الكتاب و السنة كمنهج حياة تشريعا قولا و عملا على الصراط المستقيم فيستقيم اللسان و اليد نطقا وكتابة بعيدا عن اللحن و فساد علوم اللغة العربية هكذا ٠٠
* أولاً الإعراب :
------------
= ( و ) الواو استئنافيّة
(لو) حرف شرط غير جازم
(شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع.. والكاف مضاف إليه اللام رابطة لجواب لو (جعل) مثل شاء، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب
(أمّة) مفعول به ثان منصوب (واحدة) نعت لأمة منصوب الواو عاطفة
(لا يزالون) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع.. والواو اسم لا يزال (مختلفين) خبر لا يزالون منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: ( شاء ربّك) لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة (جعل الناس ) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لا يزالون ) لا محلّ لها معطوفة على جملة استئنافيّة مقدّرة أي لكنه لم يشأ فاختلف الناس ولا يزالون مختلفين .
*ثانياً المعنى العام :
------------
بعد هذا الإعراب المجمل وعرفنا موقع ووظيفة كل كلمة وضبطها ، وبهذا يتضح لنا معنى تلك المفردات في يسر و سهولة من خلال التفسير المبسط كما هو معلوم في السطور القادمة ٠٠
يخبر تعالى أنه قادر على جعل الناس كلهم أمة واحدة ، من إيمان أو كفران كما قال تعالى : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) [ يونس : 99 ] .
وقوله : ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) أي : ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم .
قال عكرمة : ( مختلفين ) في الهدى . وقال الحسن البصري : ( مختلفين ) في الرزق ، يسخر بعضهم بعضا ، والمشهور الصحيح الأول .
وقوله : ( إلا من رحم ربك ) أي : إلا المرحومين من أتباع الرسل ، الذين تمسكوا بما أمروا به من الدين . أخبرتهم به رسل الله إليهم ، ولم يزل ذلك دأبهم ، حتى كان النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمي خاتم الرسل والأنبياء ، فاتبعوه وصدقوه ، ونصروه ووازروه ، ففازوا بسعادة الدنيا والآخرة; لأنهم الفرقة الناجية ، كما جاء في الحديث المروي في المسانيد والسنن ، من طرق يشد بعضها بعضا : " إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، وإن النصارى افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا فرقة واحدة " .
قالوا : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه وأصحابي " .
رواه الحاكم في مستدركه بهذه الزيادة ٠
وقال عطاء :
( ولا يزالون مختلفين ) يعني : اليهود والنصارى والمجوس ( إلا من رحم ربك ) يعني : الحنيفية .
* وبعد هذا العرض الموجز عن بعض آي الذكر الحكيم القرآن الكريم حول إعراب و معنى عام لتلك المفردات التي تضمنتها هذه الآية من سورة هود ، حيث الحكمة في الاختلاف و الهدى سنة الله عز وجل في خلقه سواء عربي او عجمي أبيض أو اسود شريف أو وضيع هكذا ٠٠
فطوبى لمن رُزق الخير و الصراط المستقيم ٠
فالحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه و أتباعه و من والاه بإحسان أجمعين ٠
تعليقات
إرسال تعليق