أعرني-اسماعيل عبد الهادى
أعرني …
نصف وجهك يا حبيبي
ونصفه الآخر …
خلّي ودعه
وأعرني …
من رئتيك
واحدة وتكفي
عن يمين كانت
أو شمألٍ ويسار
وشهيقاً أعرني
فلا ضَيْرَ عندي
إن زفير
كان
ومن فؤادك
دقّةً
خفقة
نبضة
أورعشة
أعرنيها بربك
بعضاً …
من زمان
وبعض دم يجري
في العروق دفيء
أعرني
وقاسمني اللون بعد
والحروف
والأسماء
ولا تبخل عليّ يا حبيبي
بشيٍّ نسيته
فادّكرني
ولا تنسى يا نصيفي
أن تقاسمني
سولافة أمسنا
وآهنا
وعناقنا
وصياحنا
وضحكنا
ولا الهذيان
فقاسمنيهم بأجمعهم
ولا تتر شيّ منهمو أبدا
ونومنا
وصحونا
بعد قاسمني
وكسير خبزنا
قاسمنيه وملحنا
وحساءنا وشرابنا حتى
فلا تنسينهم أبدا بربك
وعرقٍ منا
كان تفصّدا
فقاسمنيه ولا تخلّي
منه شيّا
ولا تترك بربك شيّا
لم أدّكره
لربّ نسيته
فلا تدعنه دون قسمة بيني
وبينك
وخذ جسدي لقاءها
وعمري
وإسمي
ولوني
ولا تبالي
وألحقنهم وطائي
دثاري
وروحي
والمخدة
والزمان
وكذا المكان
ووجهي كله خذه
ومرآتي فخذها
وبعد دعائي
مع صلاتي
فخذهم
وخذ رَحْلي
وزادي
وظلي فخذه
وحتى خيالي
ولا تبق شيّ مني
ثم غادرني سراعا
ولا تلتفت ليمين
أو يسار
فإن متّ بيوم …
وأجاءك الخبر من ظاعنٍ
ينعى مواتي ساعة
فادّكرني
ولا تنس شيّاً
من لقاء ..
بيننا بالأمس كان
و قبلتي الحرّى
فلا تنسها يا بنيّ
حين مررت بوجهك
أتّطوّف وأجول فيه
أو عليه
من واطئ
و عالي
وعلى الخدين
من شمألٍ ويمين
كذا قبلتي
على الشفتان
ولا تنسى عناقي بربك يا وليدي
ولا تنسى دفيئي ودمعي المهراق
كيف سال
برغم فراقي …
ورغم بعادي
ورغم مواتي
سيّمابعد أن صِرت في جدثي
ترابا
وحيداً
لا سلوى لي
غير الدعاء والصدقات
وما قدّمت بأمس
من صالح الأعمال ..
والصلوات
أبو آمن
تعليقات
إرسال تعليق