من خلف الباب الحديد شعر/ علي الزين

مِن خَلْف باب الحديد اَلْقَى بنظره حزينه

تنبيك عن كل مافي داخله باختصار

نظره بها ألف معنَى للحياه المهينه

نظرة ألم تشتعل حسره وتقذف شرار

ينظر ولا يلتفت نحو اَيْسَره أو يمينه

في حينها كان واقف وقفة الإنتظار

واقف ولافف على القضبان قبضة يدينه

وبسُخْرِيَه يبتسم بسمة قهر وانكسار

في بسمته حزن يفصح عن قساوة سنينه

وفي عيونه معاناة اليتامَى الصغار

وفي خفايا ملامح وجهه المُستكينه

بركان يقذف حِمَم يوشك على الإنفجار

ماغير مجبور ياغبني ينكِّس جبينه

مجبور يصبر على ضَيمه يعُضّ الحِجار

حيث انّ ما له أحد يسأل عن فلان وينه

كَلّا ولا يوم احد جا يسأله ويش صار

قد ذا له اعوام يسقيه الأسَى مِن مَعينه

أعوام يتجرَّع الغُصَّه وذل الحِصار

أعوام مرجوم في زنزانته كالرهينه

أمام وجهه حديد وخلف ظهره جدار

مايعرف الشمس فين الشمس والريح فينه

ضاقت عليه السما والأرض والوقت جار

وبرغم ذا عاش صابر في الظروف المشينه

مايوم ناشَد ولا قَط اشتكَى واستجار

صابر على قسوة ايامه ولوعة حنينه

واهوال شوقه إلى أهله وفقد الديار

مسكين حاله غدا حال الردَى والغبينه

من يوم فارق محبينه وهو في انهيار

ماطاب له نوم أو راحه وإن غَضّ عينه

يغفَى ويحلم بيوم يشوف ضَوء النهار

يحلم والاحلام أيضاً مثله امست سجينه

مابَينما تنقلب كابوس والنوم طار

والحاصل انه بحال اضناه واضنا ضنينه

عايش وماهو بعايش بين رَمْضا ونار

من أجل ذا قلت يَهْل الخير يافاعلينه

يا كُل من له على فَكّ الكروب اقتدار

رُقُّو بنظره رحيمه للسجون اللعينه

وتفقّدو من دخل فيها بدون اختيار

كم ناس ياناس باتو في الرَّحَى مِن طحينه

ماذنبهم غير ضيق الحال والإفتقار

أحرمهم الوقت هذا طِيب حاله وزينه

واَلْبَسْهُم السجن ثوب الذل دون اعتبار

لا تتركوهم ضحايا في سِفال السفينه

لو تتركوهم فَيا للعار يا للشَّنار

مُدُّو إليهم يد المعروف قد حان حينه

وتصدَّقو واتَّقو الرحمن اِذا الدهر دار

فاليوم هي لك إذا كانت ظروفك حَسِينه

وبكره عليك اِن رَمَتك العاقبه باضطرار

والوقت دوّار يُودي بالحصون الحصينه

ياويل من دار وقته للورا واستدلر

طبع الزمن هكذا يبدي لك احيان لِينه

واحيان يقسَى بحيث انّ الحياه اختبار

والمسأله دَين .. طوبَى للذين سَدّ دَينه

طوبَى لمن في دروب الخير شَمَّر وسار

طوبَى لمن فَرَّج الكُربه وفَكّ الغبينه

عن كل مكروب طوبَى له ونِعمَ القَرار

مَن عان مسلم بوقت الضيق ربي يعينه

ومَن تخلَّى تخلَّى الله عنّه وبار

هذي تعاليم جاءت في النصوص المُبِينه

حثَّت عليها قِيَمْنا واعلَنَتها شِعار

والله وَصَّى بها في مُجمَل احكام دِينه

على لسان النبي الهادي إلى خير دار

وانا هنا جيت احُثّ اهل العقول الفطينه

واهل القلوب الرحيمه وانصح اهل اليسار

حيث انها ياعباد الله فرصه ثمينه

ياخيبة المُحتَجِب عن فرصته بالستار

هذا بلاغي لكل الناس ياسامعينه

واخُصّ بالذكر تُجّار البلاد الكبار

شعر/علي الزين

.