( الكيس) .. للشاعر د. علي مسلم عجمي

( الكيس) .. للشاعر د. علي مسلم  عجمي.   قصة حقيقية
-------------------------------------
بهونيك ضيعة عا كِتف وادي حَزين
فلاح يزرع قمح تا يصبح عجين
بضيعتو طول السنة مافي مطر
تا الأرض و الأولاد صاروا جايعين

نامت الشمس و غفيت بحضن الظلام
و الليل فاق و عالشمس ناشر حْرَام
بس الطفالى قاعدة ليل و نهار
جوع و صريخ و بِكي ما قدرت تنام

و من قبل  ما تخفي الشمس نور القمر
و ضيوفها تغرد على غصون الشجر
جَـهَّزِت زوادة إلو مرتو و راح
و معو كيس طحين فاضي للسفر

عالمدينة وصل تا يعمل أجير
بيفهم بفن البِنَا معمرجي قدير
تحت حر الشمس او تلج الشتا
يشتغل حتّى يجمع المال الوفير 

جُهد و تعب و العَرق جفَّف مدمعو
و تحت المخدة كل مال الجمعّو 
محافظ عليها بحرص أشفار العيون
حتّى يعبي طحين بالكيس المَعو

جَمَّع المبلغ من بعد جهد و تَعب
و خَبَّر مراتو بكل شي جابو وكَسَب
و تا تفرِّح الأولادو جايبلن طحين
و جايبلهن حلوى و مع الحلوى لعَب

عَبَّـى الكيس طحين آخرة النهار
مبسوط راجع مع طحينو عالديار
و شارد بذهنو و فرحتو بالإنتصار
نسي حالو كيف ماشي و وين صار
تفاجأ بسيارة عريضة مسرعة
دواليبها تعشوا بطحين الإنتظار

ياما الفقر يتَّـم طفالى محرومين
بسبب تجار بجشعهم فاسدين
و عالكيس و الجثة الناس مجمعين
بدموع متل الشتا و آهات و أنين
و من بعد ما عاضيعتو استهدوا بيقين
بالكيس عبوا جثتوا وقت العشا
جثتو بالكيس مش كيس الطحين

الشاعر  د.  علي مسلم  عجمي
 لبنان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه