قصة قصيرة/ما وراء الحادث/للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة
ما وراء الحادث
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
تحركت عقارب الساعة نحو  العاشرة صباحاً كل شيء في موقع العمل يسير بشكل منتظم حينها قررت الذهاب إلى مكتبي لأحتساء الشاي و قراءه بعض اللوحات لتجهيزها للعمل وفجأة دخل علي المشرف مذعورا  يخبرني أصابة أحد العمال 
وعندما سألته عن كيفيه الإصابة أجابني بأنفاس متلاحقة عن تطاير سيخ حديدي أثناء تقطيعه بالماكينة وسقوطه علي ظهر أحد العمال
تعجبت من تلك الإصابة العجيبه التي ترفضها كل قوانين الفيزياء و الهندسة خاصه أنني أعلم أستحاله  حدوث ذلك فكيف يتطاير سيخ من الماكينة و يطير كل هذه المسافة و يصيب عامل خاصة أنني أعلم المسافة بين مكان الماكينة و موقع عمل النجارين و الحدادين
حقا المسافة كبيره
قررت أن أصطحب المشرف لمعاينه مكان الحادث
وعند الوصول إلى المكان نظرت إلى المشرف بأندهاش و سألته في أستنكار هل من الممكن أن يطير كل هذه المسافة ليصيب العامل
هز رأسه و هو يقول هذا ما حدث
توجهت معه إلى العيادة و بعد أن أنهى طبيب الموقع عمله و اطمأننت علي العامل
سألت العامل عن كيفيه الإصابة
أخبرني أنه أثناء عمله بالموقع تفاجأ بسقوط سيخ علي ظهره فجأة و كأنه سهم مصوب عليه مما أدي ألي سقوطه   علي الأرض مع أحساسه بألم  شديد و صياحه مستنجدأ بزملائه  مما أدى إلى حمل زملائه له إلى العيادة
كانت أقواله تطابق أقوال المشرف و أكدها الطبيب
مما زاد من دهشتي من أحداث ذلك الحادث الذي خرق العادة و حطم كل قوانين نويتن و لم يسبق لي أن مر على   حادث كهذا من قبل   رغم عملي بالمواقع فترات طويلة
بدأ الطبيب في كتابه روشته العلاج
وقبل أن  يسلمها للعامل لصرفها
سألت العامل هل تشاجرت مع والدتك اليوم
هز رأسه في أسى و دمعت عيناه وهو ينظر ألي الأرض  وقال بصوت نادم نعم  لقد ضربتها قبل خروجي للعمل
سحبت الروشتة من يده و مزقتها و طلبت منه مغادره الموقع الآن و يذهب إلى أمه لتقبيل قدميها 
لقد فهمت الآن لماذا تم كسر كل قوانين العقل و المنطق و الفيزياء و الهندسة في هذا الحادث
لقد تم كسر كل هذا من أجل الأم 
كتبت تصريح خروج له من الموقع و بعد أن تسلمه خرج مهرولا إلى البوابة و كأنه في سباق مع الزمن  حتي يلحق بوالدته ليعتذر لها
نظرت إلى المشرف و الطبيب و هما في حاله تعجب من الموقف وأنا أقول في تأثر هو مش محتاج روشته ولا علاج
هو محتاج أن  أمه تكون راضيه عنه
ضحك الجميع و ذهبت الي مكتبي لأتصل بوالدتي و أطمئن عليها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

*تونس يا بلادي... سميربن التبريزي الحفصاوي

الإعلامي د. أحمد أسامة عمر يتألق فى ندوة نادي سينما أسامة عمر

نفحةٌ قلب بقلمي السيد حسن عبدربه