متهم أنا_ الشاعر أحمد ميشو
متهم أنا، ولا دليل عندي لبراءتي، ولا إثبات لدي لتلك الجريمة، ولا أستطيع الكلام.
جهزت جيوشي للحرب، فمدت يدها نحوي ترغب في الصلح وتريد السلام.
أردت الحوار معها بعدما رغبت في الصلح وأردت السلام، فسألتها: ما رأيك في الغرام؟
قالت: الغرام كامن، حرم من أن ينام، ورأيت مناماً، وبعده سمح له بنومٍ لي ألف عام.
الغرام، يا سيدي، كل نور بعد ظلام، كعود الروح بعد حكم إعدام.
بلاني حبك بهلاكي، فذلك بدالتك بسلام، وجعل جسدي عليلاً ليس على ما يرام.
كيف أخبرك عني وأنا فتاة لم تبلغ الثلاثين من بلاد الشرق، واسم ياسيدي مرام.
دعني أحبك بأسلوبي وطريقتي، فطريقتك أخاف أن تكون فيها شيء حرام.
فسامحني على هذا الكلام، فأنا أردت صلحاً معك، ولا أريد الغدر ولا أريد انتقاماً.
فكلٌ يريد العشاق ويطلبهم، وذلك العاشق له فنون وأنواع، أوله حب وآخره هيام.
متهم أنا بجريمة لست فاعلها، وجرمي هو هواء عشق الجمال، وصرت أسمع عني أبشع الكلام.
أنتِ التي جعلتِ مني نورًا بعد ظلام، وطلبتكِ بشرع الرحمن، أفي شرع الرحيم حرام؟
أنا الذي على عينيكِ كانت تغفو ولا أنام، أتدركين لماذا؟ كي لا أرى أجمل منكِ في الأحلام.
قولي ما شئتِ عني، فبينِي وبينكِ سلام، ليس كأي سلام، سيأتي يوم فيه أشنّ حربي وترين دمًا وانتقامًا.
أنا لم أنتهِ من الكلام بعد، يا سيدتي، فلا تخافي، فسأفعل شيئًا تحت نور الشمس، لا في عتمة الظلام.
فكل شيء سأفعله معكِ يومها حلال، ولم يكن حرامًا، وعلى سماح بأفعالي هناك شهود عظام.
وتأكد أني لن أفعل شيئًا سرًا معك، سانتظر لحلول الليل عندما يكون الناس نيامًا.
وضعت يدها على فمي ومنعتني من الكلام، وسألتني: هل تعرف ما تقول يا ابن الكرام؟
وأرادت بعدها قتلي، وحكمت علي بالإعدام، ووجهت لي أبشع الجرائم والاتهام.
وقفت أمام القاضي، ولا دليل لدي لبراءتي، ولا إثبات، وممنوع حتى من النطق والكلام.
تعليقات
إرسال تعليق